ربيع الملك وخريفهم
كثرة الزحام تعيق الحركة والتشكيك بالانجازات لا يوصلنا الى شيء وتفصيل القوانين على مقاس الأفراد والجماعات والتيارات والأحزاب ليس فيه ما يوحي الى التطوير والبناء للوصول الى التغير والإصلاح المنشود والأردن كغيره من الدول العربية ولكن له خصوصية خاصة به بحيث أن أي حدث يحصل حولنا فإنه يؤثر على الوطن والمواطن معا وهذا ليس بغريب وليس بشيء جديد على الأردن الذي كان وما زال الى جانب الأشقاء بحيث يتقاسم الأردنيون اللقمة بينهم وبين أشقاءهم وهذا طبعا بسبب ارتباط الشعب الأردني الوثيق بشكل مباشر بقضايا أمته العربية والإسلامية .
الربيع العربي الذي أصاب عدة دول عربية وقلب الموازين جاء وكما يشاع له في صالح المواطن العربي الذي هرم من طول الانتظار وهو ينتظر التغير والبدء من جديد في حياة جديدة بعيدا عن تلك الأنظمة الدكتاتورية المستبدة التي جثمت على صدورهم ردحا من الزمن ليس بقليل ومع الربيع العربي وارتفاع سقف المطالب الشعبية بحيث ظهر من استغل هذا الأمر لصالحه متذرعا بأنه يريد الخير للشعب وأنه ليس عنده أجندة خاصة به مما جعل جلالة الملك يبدأ بنفسه في الأردن بالربيع الأردني وكانت التعديلات الدستورية ونقابة المعلمين والمحكمة الدستورية والهيئة المستقلة للانتخاب وجولات جلالته الميدانية للوقوف على واقع احتياجات المواطن الأردني السياسية والاقتصادية بحيث يتم تطوير القوانين بشكل يلبي احتياجات المواطن وتؤسس لمرحلة جديدة يكون فيها المواطن الأردني شريك أساسي في صنع القرار وهذا واضح بشكل جلي من خلال دعوة جلالة الملك بأن يبدأ التغير من القواعد الشعبية .
الربيع الملكي جاء ليضع المواطن أمام مسؤولياته بأنه لا مناص ولا بديل عن التمسك بالوحدة الوطنية والحفاظ على النسيج الوطني الأردني وكان هذا الربيع الملكي بمثابة رسالة موجهة الى الحكومة بأن عليها أن تطور أدواتها وتعمل من اجل بناء الوطن وتطويره فالحكومة عليها واجب تجاه مواطنيها بالعمل وفق الرؤية الملكية الإصلاحية ليتسنى للمواطن الأردني تذوق ثمار هذا الإصلاحات والتي يعمد البعض الى التشكيك فيها بحيث صوروا أن كل هذه الإصلاحات والتي انتهت بقانون الانتخاب ما هي إلا بوادر الخريف الذي هو فقط في تفكيرهم فبينما جلالة الملك يبدأ بالربيع الأردني هم يطلون علينا بخريفهم وخرفهم الذي لا يراعي إلا مصالحهم الخاصة التي تهدف الى النيل من الإنجازات وتتجاوز على الثوابت الوطنية حتى وصل بهم الأمر التهكم على رموزنا الوطنية .
ربيع جلالة الملك مستمر وخريفهم مهما طال لن يزيد عشاق الوطن إلا تصميما على المضي قدما نحوا الأردن الجديد الذي يتساوى فيه الجميع وتتكافأ فيه الفرص وكما علينا الاهتمام أكثر بالمواطن الأردني حتى نتمكن من بناء شخصية وطنية أردنية وفق منظور المواطنة الصالحة وحتى يكون لدينا مواطن أردني منتج وهذا لا يتحقق إلا عن طريق الاستثمار بالمواطن الأردني الذي هو من يستطيع تذوق ثمار ربيع جلالة الملك عندها يستطيع المواطن الأردني التفريق والتميز بين ربيع الملك وخريفهم الذي فقط يريدون منه الحصول على مكتسبات خاصة بهم حتى لو كان ذلك على حساب الوطن والشعب .
إن ربيع الملك يدعوا الى التوافق وعدم إضاعة الوقت فالإحباط الذي يوجهه جلالة الملك من بعض العقليات وبعض المشككين وآخرون من قوى الشد العكسي جعلته يتكلم بصراحة وشفافية لأن المصلحة الوطنية لا تتحمل المجاملة ولم يعد بالإمكان أن يكون بناء الوطن وتطويره حسب أهواء وحسابات البعض وعلى مقاسهم فقط والغاية منه فقط الوصول الى السلطة ولا شيء غير ذلك .
ابراهيم خطيب الصرايره /كاتب وباحث