زاد الاردن الاخباري -
تواصل أزمة المياه إلقاء ظلالها على محافظة إربد لتشمل كافة المناطق والأحياء، بعد أن دخلت مناطق جديدة كانت تنعم بوصول منتظم للمياه دائرة الحصار المائي، وفق ما يسميه السكان.
وينظر السكان الى تأزم المشكة مع دخول شهر رمضان نتيجة زيادة الطلب على المياه، فيما يعني اقتراب العيد بالنسبة لهم بمثابة "الكارثة"، إذا ما استمرت الأوضاع على ما هي عليه.
ويشتكي أهالي حي الحاووز في أشرفية لواء الكورة بمحافظة إربد وبلدة زحر وسوم غرب مدينة إربد وضاحية الأمير راشد في بلدة إيدون من عدم وصول المياه لمنازلهم منذ 4 أشهر.
يضاف إلى ذلك سكان مناطق الصريح وحواره وبشرى وسال والحصن والمغير وبيت رأس والحي الجنوبي والشمالي والشرقي، إضافة إلى بلدتي كفريوبا وحكما، اللتين ما تزالان تعانيان من مشكلة انقطاع المياه للأسبوع الرابع على التوالي.
ولم تثمر الشكاوى التي تقدم بها سكان قرى غرب إربد والعديد من مناطق وألوية المحافظة إلى الجهات المعنية في المحافظة من أجل وصول المياه إلى منازلهم بشيء سوى وعود متكررة، مشيرين إلى أن عدم وصول المياه لمنازلهم خلال الأسابيع الماضية أجبرهم على شراء صهاريج مياه خاصة من أجل تلبية احتياجاتهم من المياه.
وجدد أبناء لواء الرمثا شكواهم من الانقطاع المتكرر للمياه وعدم استجابة السلطة في تأمينهم بصهاريج المياه، مقابل عدم استطاعة أصحاب الصهاريج الخاصة الحصول على المياه من الآبار الارتوازية بسبب تحويل غالبية مياهها لري مزارع الخضراوات القريبة منها.
وأدت أزمة الطلب على المياه الناجمة عن نقص الكميات وعدم كفاية ساعات الضخ لتخزين الاحتياجات المنزلية إلى زيادة أسعار مياه الصهاريج بنسب وصلت إلى 150 % حسب سعة الصهاريج، حيث أصبح سعر الصهريج سعة 4 أمتار 20 دينارا، بعدما كان يباع قبل فصل الصيف بـ12 دينارا.
وأشار علي خصاونة إلى أنه يراجع مديرية منطقة بني عبيد للمياه أسبوعيا ولا يحصل إلا على وعود تذهب أدراج الرياح، لافتا الى اضطراره شراء صهاريج مياه على حسابه، وهو ما يفرض عليه مصاريف إضافية بات غير قادر على تحملها في ظل الظروف المعيشية الصعبة.
ويقول المواطنان أحمد غرايبة وزيد برهان إن نتيجة شكواهما اقتصرت على حضور فني من الشركة اكتفى بمشاهدة البناية التي يقطنان بها من الخارج بدون أن ينزل من سيارته ويفحص العداد ليأتي تقريره أن العداد صالح ولا مشاكل فيه.
وتصطدم محاولات المواطنين في غالبية المناطق بالحصول على المياه من الصهاريج الخاصة بمعاناة لا تقل عن سابقتها، فزيادة الطلب على الصهاريج الخاصة أدى إلى ارتفاع غير مبرر لأسعارها من جهة، ولتكدس الصهاريج على الآبار الخاصة والتي يشكو أصحابها أيضا من صعوبة تعبئتها نظرا للازدحام من جهة أخرى.
ويقول مالك أحد صهاريج المياه الصالحة للشرب محمد الشرع إنه ينتظر لساعات طويلة على البئر الخاص ليتمكن من تعبئة المياه في ظل لجوء أغلب المواطنين في مدينة إربد وضواحيها إلى القطاع الخاص للحصول على حاجتهم من المياه، مطالبا بالسماح للصهاريج بالتعبئة من الآبار التي تم وقفها عن العمل.
ويعزو عدد من موظفي شركة مياه اليرموك فضلوا عدم ذكر أسمائهم صعوبة الوضع المائي هذا الصيف إلى ضعف الاستعدادات أو التحضير المسبق لفصل الصيف، لافتين إلى أن للصراعات الإدارية داخل الشركة والانقسامات التي انشغلوا بها ما بين مؤيد ومعارض لوجود الشركة الفرنسية أثرا كبيرا على صدقيه الاستعداد والجاهزية لمواجهة الطلب المتزايد على المياه في فصل الصيف، وبالتالي اختفاء المرجعية. من ناحية أخرى، بين متصرف الرمثا رضوان العتوم أن أزمة المياه التي تعرضت لها الرمثا وإربد بسبب منع بعض الآبار الخاصة بيع المياه للصهاريج انتهت، لافتا إلى أن مدير العمليات بوزارة المياه أكد انه يسمح للآبار الزراعية التي ترغب بالبيع شريطة التقدم بطلب للسلطة.
وكانت إدارة شركة مياه اليرموك استكملت حفر بئر خاصة لتعبئة الصهاريج على مدار 24 ساعة في منطقة النعيمة، الأمر الذي سيضع حدا لشكاوى أصحاب الصهاريج من عدم كفاية الكميات التي يتزودون بها من محطة حوفا المزار ولجوئهم لمناطق خارج المحافظة، ما أسهم في حدوث ارتفاع جنوني بأسعار مياه الصهاريج وباتت مثار شكوى من قبل المواطن.
وأعلنت الشركة أن البئر الآن في طور عملية غسل المياه وفحص عينات منها مخبريا تمهيدا لتشغيلها في غضون أيام قليلة لتوفر 70 مترا مكعبا في الساعة ويعمل على مدار 24 ساعة.
ونفذ أصحاب الصهاريج عدة وقفات احتجاجية أخيرا للمطالبة بزيادة عدد ساعات الضخ المخصصة لهم من محطة "حوفا المزار" التي تعد المورد الرئيسي لصهاريجهم بالمياه، علاوة على تزويد بئرها لمناطق واسعة من المحافظة بالمياه من خلال الشبكات.
وبالرغم من الاتصالات العديدة مع المسؤولين في شركة مياه اليرموك إلا أن "الغد" لم تتمكن من الحصول على توضيحات حول الموضوع بسبب عدم إجابتهم على هواتفهم.
الغد