زاد الاردن الاخباري -
من بشار الحنيطي واخلاص القاضي / بترا - تشير تقديرات كشوفات توزيع الوافدين العاملين في المنازل المسجلين لدى وزارة العمل الى ان مجمل تكلفة استخدام الخادمات الوافدات في المنازل بلغت خلال العام الماضي حوالي 162 مليون دينار شاملة تكاليف الاقامة والاجور والاستقدام .
ووفقا لتقارير وزارة العمل السنوية فقد ازداد الطلب العام الماضي على استقدام الخادمات اذ بلغ عددهن الاجمالي 51 الفا و689 مقارنة مع 47 الفا و617 خادمة لعام 2008 موزعات على عدد من الجنسيات الاسيوية .
الا ان هذا القطاع وبحسب قول اصحاب مكاتب استقدام العاملين في المنازل لوكالة الانباء الاردنية ( بترا ) يواجه العديد من المشكلات نتيجة الانظمة والتعليمات التي صدرت اخيرا والمتعلقة بشروط تراخيصها اضافة الى ما يتعلق بقضايا الخادمات القانونية في ظل اتساع مشكلة هروبهن من منازل مخدوميهن .
وتظهر تقارير وزارة العمل كذلك ارتفاع مستوى تكاليف استقدام الخادمات حيث بلغت رسوم استقدامهن للعام الماضي حوالي 11 مليون دينار , في حين بلغ مجمل تكاليف استقدامهن لذات العام حوالي الخمسين مليون دينار .
وبين الحاجة الفعلية لوجودهن في المنازل والتباهي الاجتماعي الذي يفرضه نمط الحياة الاستهلاكي يتم استقدام عاملات المنازل من دول آسيوية عبر مكاتب الاستقدام بحيث اضحى وجودهن جزءا من ثقافة تعتمد التقليد على الرغم من الاعباء المالية والتاثيرات الاجتماعية المترتبة على استخدامهن .
ورغم اعتماد الكثير من الاسر على عاملات المنازل فإن اسرا اخرى ترى انهن قد يتسببن في احداث شرخ في العلاقات الاسرية كونهن غريبات على العادات والتقاليد العربية , وان التباهي بوجودهن هو نوع من انواع الامراض الاجتماعية .
ويرفض الاربعيني زياد الموظف في احدى الشركات الخاصة استقدام خادمة رغم مقدرته المادية وحاجة أمه المريضة لها ويقول ل ( بترا ) "من واجبي أنا وزوجتي وأبنائي أن نخدم أمي ونساعدها بأنفسنا، إنه واجب على الإبن أن يقدمه لأمه وليس على الخادمة أن تقدمه لها".
فيما تبرر دلال - 28 عاما - أن أسرتها استقدمت خادمة لرعاية ومساعدة والدتها المريضة التي تعرضت لحادث قبل خمس سنوات تقريبا، لكن الأسرة اعتادت على وجودها بالمنزل ولم تعد تستطع الإستغناء عنها بعد أن أصبحت تقوم بمعظم المهام المنزلية رغم تحسن صحة الأم بعدها.
وتشير الى أن الخادمة ورغم عدم الحاجة الملحة لوجودها إلا أنها أصبحت جزءا من روتين المنزل كما أنها لا تستطيع الإقدام على خطوة للإستغناء عنها، بسبب الإعتماد الكبير عليها وبعد أن شعرت بالراحة بوجودها.
أما سناء وهي ربة منزل وأم لطفل وحيد ، فتقول انها تحتاج إلى خادمة لشراء حاجيات المنزل من السوق والقيام بالاعمال المنزلية اليومية مشيرة الى أنها اعتادت على وجود الخادمة في المنزل قبل الزواج خصوصا وأن أسرتها كانت تستخدم الخادمة منذ وقت طويل، وتؤكد أنها لا تستطيع الإستغناء عنها حاليا.
ورغم التزايد في الطلب على استقدام الخادمات الا انه ما زال هناك العديد من المشكلات التي تظهر واضحة خاصة فيما يتعلق بقضايا الخادمات القانونية في ظل اتساع مشكلة هروبهن من منازل مخدوميهن .
وبهذا الصدد يؤكد مواطنون ان حالات هروب بعض الخادمات لا تتم ربما بسبب سوء المعاملة فحسب ولكن لعدم تأقلمهن للعمل بعيدا عن اسرهن واطفالهن .
وحول موضوع هروب الخادمات الى سفارات بلادهن يقول رئيس نقابة مكاتب استقدام العاملين في المنازل من غير الاردنيين خالد الحسينات ان هروبهن دون مبرر او سبب منطقي يلحق الضرر بالمواطن ومكاتب الاستقدام مع تحفظ السفارات على وجودهن ورفض تسليمهن الى اصحاب المكاتب او الى كفلائهن وتشغيلهن من قبل السفارات دون الرجوع الى المكتب او الكفيل صاحب العلاقة علماً بأنه توجد لجان مشكلة لحل جميع مشكلات العاملات الموجودات في سفارات بلادهن .
ويضيف ان المشكلات المرتبطة بعاملات المنازل تتعدى مسألة هروبهن الى قضايا اخرى تواجه اصحاب المكاتب العاملين بهذا المجال ومنها ما يتعلق بشروط تراخيص مكاتب استقدام العاملات واساليب ادارتها ورفع قيمة الكفالات .
ويقول : ان من بين تلك المشكلات ايضا ارتفاع تكاليف احضار العاملات بسبب عدم موافقة الجهات المعنية على فتح اسواق جديدة يمكن استقدام العاملات منها واقتصار هذا الامر على ثلاثة بلدان فقط .
بترا