زاد الاردن الاخباري -
عبثا حاول الناطق الرسمي بإسم الحكومة الأردنية سميح المعايطة مساء الثلاثاء الإعلان عن مسافة بين موقف بلاده السياسي من الأزمة السورية والموقف الذي أعلنه رئيس الوزراء السوري المنشق رياض حجاب في المؤتمر الصحفي اليتيم الذي عقده لعدة دقائق وسط العاصمة الأردنية عمان وفي أحد فنادقها وبرعاية العشرات من رجال الأمن الأردنيين.
المعايطة تحدث لفضائية بي بي سي العربية مشددا على أن إنعقاد مؤتمر حجاب الصحفي في عمان لا يعني الموافقة على المواقف التي صدرت عن الرجل معتبرا أن الأولى تختلف عن الثانية.
وحتى يخفف من الخلفيات السياسية للمؤتمر الصحفي الذي عقده في عمان أبرز منشق عن النظام السوري تحدث المعايطة عن رجل لجأ للمملكة وكان رئيسا لوزراء دولة شقيقة ورغب في عقد لقاء صحفي أدلى خلاله ببيان مقتضب للإعلام ملمحا لعدم تحميل الأمر أكثر مما يحتمل.
لكن تعليقات الوزير الأردني بطبيعة الحال لم تبدل في قناعات الأوساط السياسية الأردنية بأن السماح لحجاب بعقد مؤتمر صحفي في عمان من حيث المبدأ خطوة تصعيدية تؤشر على أن عمان أصبحت سياسيا على الأقل في الإتجاه المضاد تماما لنظام الرئيس بشار الأسد.
ولم يسبق لعمان أن سمحت لأي معارض عربي بعقد مؤتمر صحفي فيها إلا في اللحظات التي خططت فيها لإنقلاب موقفها السياسي في الوقت الذي تبدو فيه الأقنية الأردنية الدبلوماسية والسياسية مع سوريا الرسمية مغلقة تماما رغم إنحسار موجات التسريبات عن توترات عسكرية على الشريط الحدودي بين الأردن وسوريا.
تخفيف الحكومة الأردنية من حدة التكهنات بإعلان تنصلها من مضمون الخطاب الذي تقدم به حجاب في مؤتمره الصحفي لم يساهم في تبديد تساؤلات السهرات السياسية عن خلفيات هذه الخطوة وما تنطوي عليها من رسائل عداء مباشرة لنظام الرئيس بشار خصوصا وان حجاب أعلن من عمان إنضمامه للمعارضة ملمحا لدور له مستقبلا لا أحد يعرف ما إذا كان من عمان أو من الدوحة التي يقال أنه زارها.
وثارت التساؤلات في الواقع في ظل تصاعد حدة البيانات التي تتهم الحكومة الأردنية بالتخطيط للمشاركة في مجهود عربي ودولي وشيك للحرب على النظام السوري ضمن سيناريو ما يسميه الأمرييكون بخطوات (تسريع رحيل بشار).
وفي غضون ذلك سهر ألأف من السوريين والأردنيين حتى صباح اليوم الأربعاء ضمن ليلة معارضة كبيرة تسببت بإختناق مروري كبير وسط غرب العاصمة عمان حيث تم إحياء ليلة القدر تحت عنوان (ليلة الإستبشار بسقوط بشار) وهو عنوان مكرر لليلة مماثلة أمام سفارة سوريا في نفس التاريخ في شهر رمضان العام الماضي.
وتجمع ألاف الأردنيين والسوريين أمام مقر السفارة لإحياء قيام ليلة قدرعلى أنغام الخطابات والأدعية التي تبتهل سقوط نظام بشار وسط حضور مكثف من قادة التيار الإسلامي الأردني وتواجد المئات من رجال الدرك الذين أحاطوا بمقر السفارة السورية لحمايتها.
وفيما تقدم خطباء بإبتهالات وأناشيد دينية ضد الرئيس بشار كان مقر السفارة السورية يواجه صخب الدعاء بفتح الإذاعة الضخمة مع مكبرات صوت على صوت القرآن الكريم نكاية بالمصلين ضد النظام حيث إعتاد السفير السوري الجنرال بهجت سليمان على تشغيل الأغاني التي تمجد بشار وحزب البعث نكاية بالمعتصمين.
وكان العاهل الأردني الملك عبدلله الثاني قد إعتبر على هامش قمة الرياض الإسلامية أن ما يحدث في سوريا اليوم يشير بوضوح إلى بوادر حرب أهلية طائفية، وهذا يتطلب إيجاد حل سياسي عاجل لهذه الأزمـة، يحقن الدماء، ويحقق تطلعات الشعب السوري، ويحافظ على وحدة سوريا ومقدراتها.
وقال الملك الأردني: بما أننا نحن في الأردن الأقرب إلى سوريا، الشعب والأرض، والأكثر تأثرا بما يجري فيها، فإننا نؤكد على أهمية الحفاظ على استقلال سوريا، ووحدة أراضيها وسلمها الأهلي، وندعو إلى الوقوف إلى جانب شعبها الشقيق.
القدس العربي