بمناسبة انعقاد قمة الدول الإسلامية كان لا بد من الاشاراة الى هذا الموضوع الفرقة ولاختلاف في العالم العربي والإسلامي لقد كانت الأمة العربية من الأمم التي لها شأن كبير والتاريخ العربي حافل بالبطولات وبأجمل الصور في جميع فتراته ومن ثم جاءت رسالة الإسلام السمحة لتكون مشعلا يضيء الظلم والجهل وكانت دعوة رسولنا العظيم عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم واضحة بتوحيد الأمة العربية والإسلامية وأصبحت حضارة قوية تنافس باقي الحضارات التي كانت موجودة فكانت الدول الإسلامية التي وصلت الى أقصى الأرض من أعرق الحضارات التي عرفتها البشرية .
وبذلك تكون الحضارة العربية والإسلامية قد ضربت المثل في العظمة وروح التكافل والتضامن فيما بينها وكان التآخي بين أفرادها من أقوى عرى التماسك والوحدة فصدق القائل:
أكثر من الإخوة ما استطعت فأنهم لك بطون إذا ما احتجتهم وظهور
هذا الكلام الجميل والمعبر يبين أن الحضارة العربية والإسلامية كانت تنمي روح التآخي والتراحم بين أفرادها ولم تكن هناك أبواب مغلقة بين الحاكم والرعية وكانت الأوضاع أكثر ازدهارا وكانت الأمة العربية والإسلامية لا تعرف الحقد ولا الكراهية وكانت تتعامل مع كل هذه الأوضاع بالبساطة وبروح الإسلام السمحة .
بعد الازدهار الكبير الذي مرت به الأمة العربية والإسلامية ومع مرور الزمن وظهور حب الذات وحب الجاه والسلطة الذي ولد الطمع الذي أعمى القلوب والأبصار عن طريق الحق وعن وحدة الأمة العربية والإسلامية والسماح للغير بالتدخل بقصد وبغير قصد مما غير كل المفاهيم التي حل مكانها أفكار جديدة لا تمت الى الأمة العربية والإسلامية بشيء فاضمحلت وحل مكانها التقليد الأعمى للغير الأمر الذي أصاب الأمة العربية والإسلامية بالوهن والضعف .
الفرقة الاختلاف في العالم العربي والإسلامي وتقسيمه الى دول كان الباب الأوسع للتجزيء والتفتيت بحيث أصبحنا عبارة عن دول ودويلات ضعيفة وهشة بحيث ضاعت الهوية العربية والإسلامية ولم يعد الإنسان فيها يؤمن ويثق بها لأنها عمدت الى تقسيم الأفراد فيها وأصبحنا نقول هذا من الجنوب وهذا من الشمال وهذا من هنا وهذا من هناك واختلط الحابل بالنابل مما زاد في الفرقة والانقسام وأصبح من الصعب ولا نقول من المستحيل عودة هذه الدول العربية والإسلامية الى سابق عهدها ولصورتها المشرقة وهذا لا يحصل إلا بالإرادة الجادة ومن خلال قرار سياسي بإجماع يتم من خلاله العودة بالأمة العربية والإسلامية الى العظمة والزهو .
من خلال ما تم طرحه ومن خلال ما ستصل إليه نتائج هذه القمة الإسلامية يجعلنا كدول عربية وإسلامية نفكر مليا ومطولا بشكل جاد بواقع الحال الذي وصلنا إليه ودراسة الأسباب بشكل عميق وبشكل مباشر وعملي من اجل وضع حلول مناسبة ليكون هناك نهوض حقيقي ضمن مشاركة فاعلة بين الدول العربية والإسلامية للخروج من نطاق التلقين والتنظير ووضع الدراسات والأبحاث دون العمل بها بشكل فعلي من جميع النواحي وليكن التوجه الطيب من خلال انعقاد القمة الإسلامية التي دعا إليها العاهل السعودي تكون فيها السبل متاحة لإنجاح هذا التوجه الطيب بالبحث في مجال النهوض بين الدول العربية والإسلامية ووضع النقاط على الحروف ومعرفة مكامن الخلل التي أدت الى هذا التدهور بين المشاركة فيما بين الدول العربية والإسلامية مما أثر على عملية النهوض وأوجد الفرقة وزاد من الاختلاف الذي أثر على عملية النهوض بين الدول العربية والإسلامية .
القمة الإسلامية تعني الجميع وتنعقد عليها أمالهم فالتغير الحاصل وما سببه الربيع العربي الذي قلب الموازين وما يحصل في الدول العربية والإسلامية والذي يذهب وما زال ضحيته الإنسان العربي هو بكل المقاييس والأعراف بحاجة الى عودتنا الى وحدة الصف وإعادة الحسابات بأن تخلوا المرحلة الجديدة من كل أسباب الصراع وأن يحل مكانها الدعوة الى التقارب بين المجتمعات العربية والإسلامية والتي تتوفر عن طريق الحوار بين هذه الشعوب والعمل على نبذ كل الأفكار المسمومة التي زرعت الحقد بيننا وجعلتنا نتراجع على مختلف المستويات ونبتعد عن الفكر العظيم الذي جاءت به الثقافة العربية والإسلامية ولتكن هذه القمة الإسلامية بمثابة الانطلاق نحو النهوض والمشاركة بين الدول العربية والإسلامية التي فقدت كل المقومات لذلك .