حشرت هذة الكلمة الغريبة نفسها وسط مفردات اللغة مؤخرا فبعد ان كنا نسمع بالزواج العرفي اصبحنا نسمع بزواج المسيار واظن ان الكلمة مشتقة من فعل سار يسير فهو سائر اما صيغة المبالغة فهي مسيار .. ولو صح تحليلي لاصل الكلمة ففي ذلك نسف لكل ما يبنى عليه الزواج اصلا من ديمومة واستقرار وسكن .. اما هذا النوع فمبني على ( السير ) او حتى الجري في أي وقت ولأي سبب يضحد شروط الاتفاق المسبق بين العروسين .. اما المتعارف عليه في هذا النوع من الارتباط فهو قيامه على شروط يوافق عليها الطرفان كأن يلتقيا مرة واحدة في الاسبوع في بيت احدهما او في بيت مخصص لهذا الغرض بحيث يفرغ الاثنان غرائزهما الجنسية تحت ستار وثيقة رسمية
وبعد ذلك يعود كل منهما الى بيته واولاده وكأن شيئا لم يكن الام طاهرة شريفة والاب انسان ملتزم ومحترم او هكذا يتخيلان..
فالام الفاضلة لا تستطيع ان تجاهر اولادها بحاجتها للتمرغ في احضان رجل يعجز بدوره عن مكاشفة اولاده بالشيء نفسه..اما
بنود العقد فواسعة وفضفاضة فكل من العروسين يملك الحق في كتابة ما يريد ويشتهي من هذا الزواج طالما ان الشريك موافق عليها فقد يشمل العقد التزام احدهما بدفع مبلغا ماليا للاخر سواء بسواء فلا فرق هنا من يدفع المهر .. الرجل ام المرأة ..
برأيي ان مثل هذا الزواج ( ان صح ان نسميه زواجا ) هو شكل مقنع من اشكال الدعارة وحلا واهيا لسيدة لاتعترف بشبقها الجنسي ولرجل يلبس على وجهه قناع الشرف بينما يخفي وراءه طبيعته الغرائزية الهمجية
فللزواج قدسية خاصة نصت عليها كل الاديان السماوية اذ انه يقوم على اسس ثابتة لا مسيارة ويهدف الى تهذيب الغرائز وتقنينها ضمن اطر اجتماعية سليمة ولا يهدف في جميع احواله الى تحقيق مصالح مادية او جنسية مبتذلة تسمى بالزواج وهي ابعد ما تكون عنه .. لذا يجب ان تسمى مثل هذة العلاقات بأي مسمى غير الزواج لئلا تصبغ بصبغة شرعية فتصبح ( حلالا ) فتفسد بذلك ما هو صالح وتشوه ماهو رائع وجميل