زاد الاردن الاخباري -
إياكم والغيرة، فإن نارها تحرق الحب نفسه، وتدمر الحياة الجنسية! هذا ما خلص إليه بحث علمي أجراه خبراء من جامعة "أيوا" الأمريكية بقيادة البروفيسور أنتوني بيك. ويقول الباحثون إن الغيرة يمكن أن تكون مضرة باعتدال ما لم تكن ضمن الحياة الزوجية، فإن دخلت الغيرة من الباب، انفتح "الشباك" لخروج العواطف تدريجياً ونشوء حال من الجفاء المتنامي. وبينت الدراسة أنه عندما يغيب "الوحش ذو العينين الخضراوين" (في إشارة إلى الغيرة) فإن مستويات الرضى في العلاقة الزوجية تكون عالية، أما إن استحكمت الغيرة في العلاقة الزوجية فإن مستويات الرضى تبدأ في التدهور لتصل إلى ما دون النصف.
وأشارت الدراسة إلى أن الغيرة يمكن أن تكون عاملاً إيجابياً في تعزيز العلاقة، ولكن خارج الزواج وليس داخل المؤسسة الزوجية. ففي العلاقة العاطفية السابقة للزواج تلعب الغيرة دوراً مهماً في تعزيز الاشتياق والتعلق، وبالتالي تؤدي دور المغناطيس الجاذب.
وفي التفسير النفسي لهذا الأمر يقول بيك: في العلاقة الزوجية هنالك عنصر جذب أصيل، يتمثل في الاعتقاد بأن الطرف الآخر ملتزم عاطفياً ومخلص تجاه شريكه الزوجي، ووجود الغيرة يعني أن الشك استطاع التسلل إلى النفس؛ بأن ذلك الإخلاص ربما يكون مجرد وهم، ومن هنا تبدأ القيمة الحقيقية للارتباط الزوجي في التناقص.
ويشير كينيث ليفي، وهو بروفيسور مساعد وأحد أعضاء الفريق المشرف على الدراسة إلى أن الغيرة يمكن في بعض الأحيان أن تكون جيّدة في العلاقة الزوجية، ومن الأمثلة على ذلك الغيرة العابرة والهادئة، ولا سيما تلك التي تظهر في بدايات العلاقة الزوجية. ويقول ليفي: في المستويات الهادئة والمعقولة، تؤدي إلى الغيرة إلى تعزيز الالتزام وتقوية أواصر العلاقة، إذ يعمل كل طرف على إثبات حبه للآخر؛ أحدهما عن طريق إظهار الغيرة والآخر عن طريق إثبات براءته من الشكوك. أما عندما تتفاقم الأمور وتصبح الغيرة من النوع المتشدد، فإن باب الكوارث ينفتح على العلاقة الزوجية.
واتفق الخبراء المشرفون على الدراسة، على أن التعبير عن المخاوف باستمرار أمر لا مناص منه. ومع أن مثل هذه الاستراتيجية ربما لا تنجح أحياناً في معالجة المشكلة، إلّا أنها بالتأكيد أفضل من كتمان المشاعر وجعلها تتفاعل في النفس وتتضخم.