من صور النهوض للدول وتقدمها ما تتمتع به من حريات كالتعددية السياسية والارتقاء بلغة الحوار واحترام الرأي والرأي الأخر وحق الحصول على المعلومة وصولا الى العمل الإعلامي بكافة أشكاله والذي يعتبر النافذة للجميع وبغيره يجد الإنسان نفسه كمن يرى السراب ماءً وهذا يتضح من القوة والتأثير الذي وصل إليهما الإعلام الذي أصبح من المقومات الرئيسية لأية دولة من الدول بحيث بات الإعلام ثورة بحد ذاته .
الصورة القاتمة التي جاءت ضبابية من التعديلات الأخيرة على قانون المطبوعات والنشر والتي جاءت لتحجم عمل المواقع الالكترونية أولاً وهي تقيد سافر للحريات الصحفية وله تأثير مباشر على طبيعة الإعلام الالكتروني الذي بات يسلط الضوء على القضايا المهمة التي تهم الوطن والمواطن بحيث أصبح الإعلام الالكتروني الملاذ لكل من يريد الحصول على الخبر الجيد والتحليل الحقيقي المبني على حقائق و واقع ملموس بدون لبس ليس فيه تصنع وفبركات .
الإعلام العالمي والعمل الصحفي نراه يتقدم خطوات كبيرة الى الأمام ونحن نحاول الرجوع بإعلامنا الى الوراء وخاصة الإعلام الالكتروني الذي بات مؤثرا وله الكثير من المتابعين بحيث لا يخلو بيت من جهاز حاسوب وخط انترنت يستطيع المواطن من خلالهما الولوج الى المعلومة التي يريدها وبهذا أصبحت الصحافة الالكترونية التي تظم خيرة طيبة من الكتاب والصحفيين داخل كل بيت ولكن التعديلات الجديدة على قانون المطبوعات والنشر وخاصة تقييد عمل المواقع الالكترونية بحجة أن هذه المواقع لا تستطيع التعامل مع الخبر بشكل مهني خالي من الاحتراف وان هذه المواقع فيها ما يسيء وخاصة ما يدخل في باب اغتيال الشخصية وأنها أصبحت وسيلة لتصفية الحسابات الشخصية ولهذا أصبح من اللازم ومن الضرورات التي تبيح المحظورات في أن الصحافة وخاصة الالكترونية يجب أن تقيد بقانون وهل يعي المطالبين والداعين الى مثل هذه التعديلات والذين يرون أن العمل الإعلامي والحصول على المعلومة يختزل بقانون مهما كان فمن لا يجد ما يريد لدينا فالفضاء الإعلامي كبير والوصول إليه سهل وميسر .
وحتى لا نفقد المضمون من معناه ليس عيبا الرجوع عن أي قرار خاطئ وما نمر به من مرحلة إصلاحية يقودها جلالة الملك تفرض علينا إعطاء الأهمية للإعلام الداعم للعملية الإصلاحية والتي تدعوا الحكومات الى عدم التضييق على الحريات الصحفية وتطويقها بهذه التعديلات التي من شأنها زيادة حالة الاحتقان وتأزيم الموقف ونحن في هذه المرحلة بأمس الحاجة الى تطوير الثقافة الإعلامية وتطوير العمل الصحفي والإعلامي الذي يبدأ بأن يحترم كل منا الأخر فمصلحة الوطن لا تقاس بأحد أو جهة والحرية والعدالة للجميع والتحجيم لا يستطيع تقيد الفكر والبحث عن المعلومة حق للجميع وما زلنا نصر على أن الإعلام الأردني مميز بكل المقاييس .