هل بقي للتعليم هيبة ؟
وأين نحن كاولياء امور او حتى مواطنين في المجتمع الاردني من هذه الترهلات في العملية التربوية التعليمية ؟
يقول الشاعر أحمد شوقي في وصف لرفعة المعلم وقدره :
قم للمعلم وفه التبجيلا ... كاد المعلم ان يكون رسولا
أعلمت أشرف وأجل من الذي ....يبني وينشئ نفسا وعقولا
سبحلنك اللهم خير معلم ..... علمت باللقلم القرون الاولى .
فمنذ استقلال المملكة الاردنية الهاشمية (امارة شرق الاردن) 1916 لم نشهد اي اعتداء على الحركة التربوية التعليمية سواء تجلى ذلك بمعلمين وطلاب الذين هم الهدف الاسمى في هذ العملية الانتاجية الفكرية التي بشأنها أن تسمو بالوطن والمواطن على اعتبار ان العملية التربوية التعليمية هي استثمار مستقبلي كما وصفها جلالة الملك عبدالله الثاني .
تستحق أزمة المعلمين والتعليم مع وزيرهم الى قدر اكبر من الاهتمام على الرغم من حرص جلالة الملك على اخذ المشكلة بشكل جدي اكبر قبيل الوصول الى ما يعرف ب "المعضلة " التي يصعب حلها , وقرار توكيل لجنة لحل الأزمة جاء متأخراً الى حد ما فاعتصام المعلمين دام فترة طويلة وتزامن معه التشهير على فضائيات عدة وهذا التشهير منافي لعاداتنا مهما كان حجم الأزمة , فالحكومه صدرها رحب وتستمع وتناقش الأزمه ضمن حدود مطالب شرعية ليس من الصعب تطبيقها .
و خير دليل على ذلك قول جلالة الملك في اجتماعه مع رؤساء التحرير في الصحف " نرحب بالنقد ونرفض الأصوات السلبية التي لاتعترف بالإنجاز" ويقصد هنا النقد البناء لا التذمر
فقد كان الطالب الحلقه الاضعف في هذه الأزمه التي أتت أكلها وسينعكس هذا سلبا على قدر المعلم و وزارة التربية والتعليم والعميلة التربوية وبالتالي هيبة التعليم الاردني .
ان شتم المعلم يعني شتم المواطن الاردني وبالتالي الاعتداء على هيبة الدولة التي لا نرضى بهوانها ابدا , لقد نادينا بالتعليم واهمية الحركة التربوية وقدر المعلم وأنشئنا المعاهد وعقدنا الؤتمرات ونشرنا الحواسيب وقلبنا المناهج عدة مرات وفي النهاية نمس كرامة اساس هذه العملية التي تقوم على رفع مستوى الوطن محليا واقليميا بل وعالميا .
ما الجدوى من مشاريع التطوير والاصلاح التعليمي اذا لم يتحقق الشعور بارضا في نفوس المستهدفين ؟
جميع هذه الاسئلة ليست وليدة هذه الازمة بل طرحت منذ ان شرعت التربية في عملية التطوير , فصمت المعلم طول هذه المدة لم يكن شعورا بالرضا بقدر ما كان شعورا باليأس سرعان ما تفجر غضبا بعد تصريح الوزير ولساان حالهم يسأل باستنكار , صبرنا على الغلب وفوق ذلك نهان !
وشد جلالته خلال المقابلة على ان التعليم هو الاساس مشيرا الى ان تحسين العملية التربوية واوضاع المعلمين اولوية بالنسبة الى جلالته قائلا : « واجبنا جميعا في مؤسسات الدولة وفي المجتمع ، التعامل مع المعلمين باحترام وتقدير » .
وبصرف النظر عن استقالة الوزير التي لا تحل من المشكلة ما قد يحله النظر الى التعليم بنظرة جلالة الملك عبد الله الثاني ان " التعليم هو رفعة الوطن " وأن ان تحسين العملية التربوية واوضاع المعلمين اولوية بالنسبة لجلالته ولا ننسى هنا ان روح المواطنه هي الاحترام .
سليمان الخلفات