زاد الاردن الاخباري -
" - كتب السفير البريطاني في عمان جيمس وات في مدونته على شبكة الانترنت مقالا بعنوان "هل ستبدأ الاوضاع بالتحسن؟" اشار فيه الى ان التأكيدات اليهودية غير المستندة الى الحقيقة على الاطلاق مثل التأكيد على أن الشعب اليهودي قد بنى مدينة القدس قبل 5000 سنة تؤكد بالضرورة غياب المنطق السليم أو المحتوى الحقيقي للجدل المطروح. واستغرب وات تقبل الجمهور الغربي ولفترة زمنية طويلة ادعاءات كهذه بدون بحث معتقدا أن السبب وراء ذلك يكمن في أن الجمهور الغربي كان يأمل بالتوصل في مرحلة ما وببعض الجهود الدبلوماسية القوية لتسوية معقولة مع السكان الفلسطينيين الاصليين. وبين ان تسوية كهذة كانت قاب قوسين أو أدنى وذلك في أوساط التسعينيات ولكن التراجع المأساوي في عملية السلام الذي حصل بعد ذلك قد دفع بلا شك الجمهور الغربي وغيره من الجماهير لتحدي المنطق الصهيوني برمته حيث لا تجد خارج اسرائيل أحداً إلا قلة قليلة ممن هم على استعداد لتبني المنطق الصهيوني كما يقدم لهم بدون مناقشة. وفيما يلي نص المقال : "لقد كان الاسبوع الماضي اسبوعا غير اعتيادي اذ أن الدراما التي حدثت في واشنطن كانت نقطة تحول إن لم تكن في منهجية الحكومة الاسرائيلية فبالتأكيد في صبر الادارة الامريكية على اسرائيل. هذا وقد خلا خطاب رئيس الوزراء نتنياهو أمام الايباك AIPAC من أية اشارة الى أن حكومته قد تلقت تحذيرا شديد اللهجة من قبل الرباعية الدولية في بيانها الذي صدر عقب اجتماعها الاخير في العاصمة الروسية موسكو. كما لم يشر نتنياهو أيضا الى أن الولايات المتحدة الأمريكية قد اشارت على مدى من الزمن وبكل وضوح الى أن سياسة اسرائيل الاستيطانية وعلى الاخص طرد السكان العرب من القدس الشرقية تعد عقبة حقيقية أمام السلام الذي تنظر اليه الولايات المتحدة ودول مثل بريطانيا ليس فقط كعنصر هام لأمنها القومي وانما ايضا كخطوة اساسية لتحقيق العدالة وحكم القانون. لا شك أن تصفيق اعضاء منظمة الايباك AIPAC قد أعطى شعورا بالنشوة الغامرة كما هو الحال عادة ولكن الصحوة من تأثير هذا الانتشاء قد جاء لاحقا في البيت الابيض. ولكن المشكلة الرئيسية تستمر بالظهور بسبب الجدل الذي تطرحه اسرائيل نفسها حيث أنه بغض النظر عن المحتوى العاطفي يجب أن يكون هنالك ارتباط بالحقائق والتفكير السليم ومبادي الاخلاق المشتركة لكي يستقيم الجدل مع الجمهور غير الصهيوني. وأنا أعتقد أن إسرائيل قد فقدت هذا الجمهور كما أن إسرائيل نفسها تظن أنها قد فقدته ولكنني أعتقد أنها لم تعمل على ايجاد السبب أو الحل. فعلى سبيل المثال إن التأكيدات غير المستندة الى الحقيقة على الاطلاق مثل التأكيد على أن الشعب اليهودي قد بنى مدينة القدس قبل 5000 سنة تؤكد بالضرورة غياب المنطق السليم أو المحتوى الحقيقي للجدل المطروح. والغريب في الأمر أن الجمهور الغربي قد تقبل ولفترة زمنية طويلة ادعاءات كهذه بدون بحث: أنا أعتقد أن السبب وراء ذلك يكمن في أن الجمهور الغربي كان يأمل بالتوصل في مرحلة ما وببعض الجهود الدبلوماسية القوية لتسوية معقولة مع السكان الفلسطينيين الاصليين.
لقد كانت تسوية كهذة قاب قوسين أو أدنى وذلك في أوساط التسعينيات ولكن التراجع المأساوي في عملية السلام الذي حصل بعد ذلك قد دفع بلا شك الجمهور الغربي وغيره من الجماهير لتحدي المنطق الصهيوني برمته حيث لا تجد خارج اسرائيل أحداً إلا قلة قليلة ممن هم على استعداد لتبني المنطق الصهيوني كما يقدم لهم بدون مناقشة.
عن القدس العربي