زاد الاردن الاخباري -
عشرات الأزواج يعانون مشاكل غير واضحة الأسباب ، يضطر بعضهم وعلى الأخص النساء لمراجعة عيادات الإستشارات الأسرية في محاولة لتطويق الخلاف او سد الفجوة بين الأزواج او للخروج من حالة الطلاق العاطفي التي يعانيها هؤلاء الأزواج ودون ان يدرك معظمهم اسبابها المباشرة.
منى متزوجة منذ اربع سنوات تراجع احدى عيادات الإستشارات الأسرية ، نتيجة لحالة الإحباط التي تعانيها من اهمال زوجها لها حسب قولها والتي جعلتها تفكر مليا بالطلاق.
وكانت منى اخبرت المختص بأنها دائما ما تقوم بكل ما تعتقد بأنه يسعد زوجها لكنها لاتتلقى بالمقابل أي ثناء اومدح ، حتى انه لايلتفت لأي تغيير في مظهرها او في المنزل ولا يحادثها وكلما تحاول ان تتحدث معه في موضوع ما يعرض عنها مفضلا متابعة التلفاز.
وتضيف منى «احببت زوجي كثيرا اثناء فترة الخطبة وبداية الزواج لكن اهماله لي مقابل اهتمامه بكل الأشياء الأخرى اضعف هذا الحب لإزدياد مشاعر الغضب في نفسي تجاهه والتي انعكست سلباعلى طفلتي الوحيدة وعلاقتي بكل من اعرفهم» .
وأكدت منى ان حياتها اختلفت كثيرا بعد مراجعتها لعيادات الإستشارات الأسرية واقتناع زوجها بالحضور معها لإحدى الجلسات اذ اكتشفت اثناء جلسة المصارحة بأنه يشعر ويعتقد بأنها لاتحبه ولا تهتم لإسعاده وان الفهم الخاطىء لطبيعة كل طرف منهم للآخر ادت الى هذا الفراق العاطفي وهدد حياتهم الزوجية.
اختصاصي الإرشاد والصحة النفسية الدكتور عامر المصري أشار الى ان الرجل عمومي بنظرته ،يهتم لسير الأمور بشكل عام بينما المرأة خصوصية ، تستطيع التعامل مع اكثر من موضوع في آن واحد تركز على التفاصيل وتكون محددة ولا تهتم بالعموميات كثيرا.
واضاف الرجل بصري والمرأة سمعية لذلك عندما يفكر الرجل يحتاج لمشاهدة شيء معين بينما المرأة لاتستطيع التفكير وهي تشاهد امرا ما لأنها تركز فيما تسمعه.
وأكد المصري بأن كثيرا من النساء يشعرن بأنهن مهمشات لفهمهن الخاطىء لطبيعة الرجل ، فالرجل يصمت يفكر ويتخذ القرار ثم يشاور بينما المرأة بطبيعتها تبحث وتشاور ثم تتخذ القرار وهذا ما يشعرها بالتهميش والإنفصال عن الرجل لتصرف الرجل بهذه الطريقة معها كونها تهتم بالتفاصيل وتبحث عمن تحيطه علما بكل التفاصيل.
ويقول المصري أن الرجل عندما يجد نتائج المشاورات ايجابية تكون لديه ليونة في تغيير قراره او تعديله ولكن ردة الفعل السلبية من المرأة تتسبب باصراره على قراره وهنا تكمن اهمية معرفة الطرفين بطبيعة الآخر للتعامل مع المواقف بشكل صائب ينعكس سعادة واستقرارا فيما بينهم.
ويشير الى ان الرجل يبحث عن انجاز بينما تبحث المرأة عن علاقة وان الدراسات اوضحت بأن الرجل ينظر للعلاقة الزوجية المباشرة كانجاز وليس كعلاقة بينما تنظر المرأة اليها كعلاقة بتفاصيلها ، لهذا كثير من الخلافات الزوجية مردها عدم شعور الرجل بقدرته على الإنجاز مما يؤدي للطلاق العاطفي.
وأضاف كل طرف يمتاز بصفات معينة ومختلفة في غالبيتها ولكن عند اجتماعه تصبح العلاقة تكاملية وتنشأ حياة مستقرة ومرضية للطرفين, لكن تحدث المشكلة عندما تتحول العلاقة بين الزوجين الى تنافسية، وهنا يبدأ الهجوم وتحدث الخلافات.
وانتقد المصري قلة المراكز المتخصصة والمهتمة بالإسرة والشؤون الأسرية والتي تركز منذ البداية على كيفية بناء الأسرة.
وأكد ان هنالك مشكلة ونقصا في توعية الرجال لعدم اعتقادهم باهمية الإستشارات الزوجية فكونهم يميلون للإنجاز يرفض الرجل الفكرة لإعتقاده بانه قادر على حل خلافاته بنفسه بينما الفئة العظمى ممن يراجعون هذه المراكز من النساء.