تأسست حركة عدم الانحياز نتيجة لمؤتمر باندونج بإندونيسيا عام 1955، وسميت عدم الانحياز رغبة من مؤسسيها بعدم الانضمام إلى أي من المعسكرين الشرقي- الاشتراكي بقيادة الاتحاد السوفيتي والغربي- الرأسمالي بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية وضمت الحركة آنذاك 25 دولة زادت حالياً إلى120 دولة «53 دولة أفريقية، 39 دولة آسيوية، 27 دولة من أمريكا اللاتينية والكاريبي، ودولة واحدة أوروبية»، بالإضافة إلى 17 دولة و10 منظمات حكومية تتمتع بصفة (مراقب).
كما هو معروف أن حركة عدم الانحياز هذا اجتماعها رقم (16) خلال (61) عاما فماذا كانت نتائج هذه الاجتماعات طيلة هذه السنوات وهل كانت النتائج مرضية وخاصة للشعوب العربية التي تعاني من كثير من المشاكل وخاصة الاقتصادية التي كان تأثيرها سلبيا على مستوى معيشة المواطن العربي الذي يرزح تحت أعباء قيادات استمرت في الحكم لثلاثين سنة وأكثر بحيث غابت الحرية وضاع العدل وماتت المساواة ولم يكن هناك أي معنى للديمقراطية التي كانت شعارات براقة ولم تتعدى كونها حبر على ورق ومع ذلك لم يستطع الإنسان العربي مواصلة صمته وانطلق بانطلاق الربيع العربي الذي قلب الكثير من الموازين بحيث لم يعد المواطن العربي تنطلي عليه الكلمات الرنانة وإيهامه بالأحلام الكثيرة واقلها حرية التعبير .
بما أن هذا الاجتماع الدولي تحت مظلة حركة عدم الانحيازالذي يعتبر ائتلاف بين الدول المشاركة فيه كان لا بد من التركيز على ثلاثة نقاط مهمة تهم الإنسان العربي بالذات وهي القضية الفلسطينية التي هي المحور الرئيسي في أسباب الصراع في الشرق الأوسط كما يحلوا للكثير تسميته وتجذير الديمقراطية بشكلها الحقيقي وما ينطوي تحتها من حق الاختيار وحرية التعبير واحترام رأي الأغلبية والنقطة الثالثة العمل على تحسين الظروف المعيشية بتطوير الطرق التنموية التي من شأنها البناء في الإنسان العربي الذي أنهكته المشاكل الإقليمية والداخلية وعل وعسى أن يكون هذا التجمع الذي يظم فيه الدول العربية فاتحة الخير لبناء مستقبل عربي جديد برؤية جديدة تدعو الى نبذ الفرقة والخلاف بينها وهذا يتحقق بالسعي الجاد من اجل المستقبل العربي الجديد .
حركة عدم الانحياز والتي كانت حلم يراود الدول التي نالت استقلالها وسعت من اجل المضي نحو المستقبل بخطوات ثابتة تستطيع من خلالها شعوب هذه الدول تحقيق هذا الحلم بأن تكون هذه الدول ذات استقلال حقيقي بحيث لا يعودون مرة أخرى الى مرارة الاستعمار بوجه وشكل جديد ذلك الاستعمار الذي هدم كل مقومات النهوض لدى هذه الدول مما اثر سلبا على مستوى تفكير ومعيشة هذه الشعوب وهذا يقودنا الى أن الحضور المكثف لقادة الدول العربية يجب أن يترجم بأفعال وان لا تبقى فكرة انفراد قوة تكون هي فقط من يخط الطريق ويرسم مستقبل المنطقة والعالم وتهميش رغبة الشعوب بتقرير المصير وهذا يدعو بشكل مباشر بأن يكون لحركة عدم الانحياز صوت قوي ينحاز الى مطالب وحرية الشعوب وان تكون حركة عدم الانحياز قادرة على حل جميع المشاكل .
حركة عدم الانحياز هي محط أنظار العالم ولهذا على هذه الحركة العمل على إيجاد حلول تكون كفيلة بحل جميع الأزمات والمشاكل في العالم ونحن في العالم العربي علينا الخروج من هذا المؤتمر الدولي الكبير بأفكار جديدة ورؤية تضع صالح الوطن العربي ككل أمام أية رغبات شخصية وفردية وأن تعمل الدول العربية على بناء جسور التعاون بينها بشكل خاص ومع المجتمع الدولي بشكل عام وهذا يتحقق بأن تعمل الدول العربية على إرساء لاحترام المتبادل بينها وعدم التدخل في شؤون بعضها الداخلية وأن تركز على دعم التنمية بجميع أشكالها ومن ثم الانطلاق نحو المجتمع الدولي لتحقيق السلام بين شعوب الأرض مع ضرورة تحقيق السلام العادل والشامل للشعب الفلسطيني وحق العودة والتعويض وحق تقرير المصير واحترام جميع المواثيق والمعاهدات الدولية فيما يخص الوضع في فلسطين وهذه مهمة الدول العربية والإسلامية دون استثناء لتحصيل حقوق الشعب الفلسطيني .