وقفت عند بوابة الأمل تسترسل اشياء واشياء .. تتمنى ان تمتلك من القوه ما يعيدها الى الوراء .. يوم كانت الوحيده من بنات جيلها تثير الانتباه بشعرها الذي يشبه جدولاّ ينساب من بين ورود الربيع , وفي وجهها الذي يعتبر مراّه لكل مارق طريق , وشفتاها اللاتي ينز منهما عسل شهي .. يوم كانت تغازل الشمس بابتسامة الدلع التي تأبى ان تفارق وجنتيها فتزداد تمايلاّ كغصن رطيب داعبته نسمة الصباح .. بينما نهر الحب الدافق في اعلى الصدر وعلى شاطئيه لا تجف ورده .!!
اما اليوم فقد اصبحت عضواّ تأسيسياّ في نادي العنوسه لتتمنى في كل لحظه ان تمتلك من القوه ما يعيدها الى الوراء لتعود لذكرى ماض تولى .!
من هنا نطرق باب العنوسه بالاعتراف ان لقب عانس اصبح هماّ يلقي بظلاله على قلوب كثيرات ينتظرن بارقة الأمل لعل هذا الامل يشعل جذوة الحياه من جديد بعد ان كادت بعض القلوب تشمع بالشمع الأحمر حيث خريف الحياه .!!
ان محطة العنوسه هنا مشغوله بازدحام شديد ولا نجافي الحقيقه ان اشرنا الى ان هذه المحطه لم تعد حكراّ على فئة دون الأخرى بل انها مشغوله بفئات على قدر من الجمال والأناقه والعلم والثقافه عداك عن صبايا الطبقتين السكرية والمخمليه .!
فالأسباب صانعة العنوسه كثيره ... اوضاع اقتصاديه مترديه , تقاليد اجتماعيه عمياء , تنافس طبقي , مدخلات اقل بكثير من المخرجات , قوائم تطول ولا تقصر لطلبات ما انزل الله بها من سلطان , شباب يغردون خارج سرب الوطن بحثاّ عن شريكة الحياه بكامل المواصفات والمقاييس بأقل النكاليف وايسرها , واراء تتباين ومواقف تختلف والجرس معلق في رقبة مجتمع يعاني الكثير الكثير من الهموم ولا حلول على الأرض قد تطرق قلب حواء مكسورة الجناح وهي تحت ظلال الأهل والهم والمجتمع والتوحد وكلها تعود بالاضطرابات النفسيه التي لا ترحم علماّ بأن الفتاه هي التي تدفع الثمن دون ان يشاركها بذلك احد .. فالكسل والتراخي والاشاحه بالوجوه عن ظاهرة العنوسه ربما يغذي علاقات لا اخلاقيه خطيره قد تلحق الضرر الفادح بالنظام الأخلاقي والقيمي والتربوي والديني للأسره والمجتمع على حد سواء ..!
لذلك نتمنى على المعنيين من مختصين وعلماء نفس واصحاب علاقه ادراج هذا الموضوع على طاولة البحث للحد من هذه الظاهره التي تمس مجتمع عشائري مثل المجتمع الأردني الذي يختص بعادات قد تكون خطوطها حمراء .. في الوقت الذي نؤكد فيه ان قيمة الفتاه لا تنتقص بدون زواج بل عليها الخروج للحياه بتفاؤل وأمل وثقه .. فربما تأتي الأيام بعريس لكنها ابداّ لا تأتي بسعاده كما ان الوقوف على ناصية الأخلاق ضرورة تقتضيها متطلبات الحياه الكريمه وعدم الانزلاق خلف الرغبات التي لا تكتب لها النهايات السعيده بأي حال .!
ولكي لا تكون هناك حساسيه حول ما كتبت اقول .. اللهم اجعل كلامي برداّ وسلاماّ على القلوب واجعل معاني المفردات تصل بسهوله ويسر .