زمان كنا نؤمن بكذبة نيسان كثيرا ، خاصة عندما كنا صغارا ، ففي هذا اليوم كثيرا ما كنا نكذب على أقراننا واصدقاءنا وحتى اهالينا ، هذا الكذب كان تحت باب الترفيه ومن باب احياء لكذبة نيسان .
أتذكر كيف أن \" مراد \" ذهب الى \" ام عادل \" مذعورا فأخبرها بأن \" حسونة \" ابنها دعسته سيارة ، وعندما سمعت الام هذا الخبر انذعرت وصابها الهياج والبكاء وكادت ان \" تروح فيها \" ، لولا ان ايقن \" مراد \" مدى جسامة الكذبة ، فعاجلها بقوله \" بكذب عليك هاي كذبة نيسان \" ، فما كان من الام الا ان رمته بفردة حذاءها فيما ولى هو هاربا وهو يضحك .
على كل حال ، الكذب ارتبط لدينا بموعد وتاريخ في ذلك الوقت ، لذا كنا ملتزمين باحياء طقوس الكذب بذلك اليوم بغض النظر عن النتيجة او ما ينتظرنا ، ولم تكن \" الصرامي \" فقط ما تنتظرنا ، اذ كان هناك تنويع وتشكيل بهذه المسألة ابتداء من الحجارة وانتهاء بالشتائم خاصة عبارة \"والله انك ما بتستحي\"
الوضع الان اختلف ، وعندما اقول اختلف ليس يعني ذلك أننا لم نعد نكذب ، بل بالعكس توسع الكذب لدينا وكثر وزاد وما عاد منحصرا في يوم معين من ايام السنة . انما اصبحت كل ايام السنة اكاذيب مختلفة الانواع والمصادر ، فهناك كذب دولي ، وكذب حكومي ، وكذب مؤسيي ، وكذب وزاري ، وكذب منظمات ، وكذب عربي ، وكذب أجنبي ، وكذب بحصانة وكذب بدون حصانة ، ....ألخ .
الجميل اننا في كلا الحالات : في نيسان وغيره ... نصدق كذبة قيام الدولة الفلسطينية على الارض الفلسطينية وعاصمتها القدس ورغم الواقع المغاير الى امكانية ذلك وارتفاع نسبة بناء المستوطنات والتوغل في القدس ومنطقة الاقصى أكثر .
المحامي خلدون محمد الرواشدة
Khaldon00f@yahoo.com