زاد الاردن الاخباري -
برر العديد من طلبة الثانوية العامة (التوجيهي) في محافظتي اربد وعجلون لجوءهم إلى الدروس الخصوصية في هذه المرحلة بالذات, لعدم تمكنهم من فهم المناهج الدراسية المقررة وذلك لصعوبتها من ناحية وكثافتها من ناحية أخرى, وخاصة لطلبة فروع العلمي والمهنية مثل التمريض والاقتصاد المنزلي والإدارة المعلوماتية والرعاية الصحية والزراعي.
وأضافوا خلال حديثهم لـ "العرب اليوم" أن المناهج الدراسية التي يقومون بدراستها ليست سهلة كما أنها تتغير باستمرار, وأنه لا يوجد بديل أمامهم سوى الدروس الخصوصية سواء بالمراكز المتخصصة بهذا الشأن, أو من خلال التوجه لأحد المعلمين أو المعلمات للحصول على الدروس الخصوصية حتى يتمكن الطالب من فهم المنهاج خاصة في المناطق التي تخلو من المراكز العلمية المعنية بإعطاء الدروس في جميع المناهج.
وبينت الطالبة إيناس حمدان أن الدروس الخصوصية أصبحت من الضروريات لطلاب الثانوية العامة, ولا يمكنهم الاستغناء عنها وذلك لصعوبة المناهج وكثافتها, كما أنها شر لا بد منه, وذلك لاعتماد الكثير من الطلبة على هذه الدروس وبالتالي لا يركزون خلال الحصص, مشيرة أن بعض المعلمين يلجأون في كثير من الأحيان للشرح بشكل مكثف ليتمكنوا من إنهاء المنهاج وبالتالي فان الكثير من الطلاب لا يستوعبون ويكون خيارهم الوحيد الدروس الخصوصية.
وأوضح الطالب محمود بسام أن طالب الثانوية العامة يكون في صراع مع الوقت ما بين الدوام في المدرسة والدروس الخصوصية التي تستهلك من الطالب الكثير من الوقت وتكون بشكل مكثف أيضا ليتمكن الطالب من الانتهاء من المنهاج, خاصة أن عدد الحصص يوميا لا يقل عن ست أو سبع أي حتى الساعة الثانية ظهرا.
وبين أبو سلامه العرود - ولي أمر أحد طلبة الثانوية العامة - ان الدروس الخصوصية أصبحت كابوسا طويلا لأولياء الأمور, لانها ترهق ميزانية العائلة ويكون لها نصيب الأسد منها, كما أنها أصبحت ترهق جيوبنا, وذلك لاضطرار الطلبة لهذه الدروس, ولتقليدهم لبعضهم بعضا في بعض الأحيان وذلك بهدف الحصول على معدل جيد.
وأضاف أن الكثير من الأسر تلجأ للعيش بظروف قاسية لتوفير متطلبات ابنائهم للحصول على الدروس الخصوصية التي يتراوح سعرها بين 10- 25 دينارا, إذا كانت في البيت, وكذلك لارتفاع أسعار الدروس الخصوصية.
وبين احد المعلمين والذي رفض ذكر اسمه والذي يقوم بإعطاء الدروس الخصوصية أن الكثير من الطلبة خاصة طلبة (التوجيهي) يرتكزون بشكل أساسي على الدروس الخصوصية ولا يستطيعون الاستغناء عنها, ومنهم من يعتمد عليها بشكل كبير, بسبب حالة عدم التركيز في المدرسة, كما أن هناك بعض المعلمين لا يعطون المنهاج حقه في المدرسة حتى يعود الطلبة إليهم من أجل الدروس الخصوصية.
وبرر أحد التربويين هذه الظاهرة لتهافت الطلبة على الدروس الخصوصية واعتمادهم عليها وعدم الالتزام بالحصص المدرسية أو حتى الانتباه للشرح لوجود البديل بالنسبة لهم لأن كثيرا من الطلبة لا يلجأوون للدروس الخصوصية ويحصلون على معدلات مرتفعة في التوجيهي, مشيرا أن الأهل يجب أن يتنبهوا لمثل هذه الظاهرة ويضعوا أبناءهم أمام الأمر الواقع بعدم السماح لهم بالاعتماد على هذه الدروس سواء في المراكز أو في البيت.
يذكر أن ظاهرة الدروس الخصوصية ازدادت في الأردن أضعاف ما كانت عليه قبل عشر سنوات لاعتماد الكثير من الطلبة عليها وبشكل كبير وملحوظ.
العرب اليوم - يسرى أبو عنيز