زاد الاردن الاخباري -
هلا العدوان - تستعد العديد من دول المنطقة ومن بينها الاردن للانضمام الى برنامج تخفيف الانبعاثات من تعرية الغابات وانحطاطها البيولوجي الذي ستقوم البلدان المتطورة بموجبه بدفع اموال للبلدان النامية من اجل حماية الاشجار.
وبين مصدر مطلع، فضل عدم ذكر اسمه،في تصريح الى «الرأي» ان انضمام الاردن للبرنامج «بات وشيكا جدا» وفي حال تم الموافقة على الانضمام سيتم البدء في تطبيق خطة لتخفيف الانبعاثات الناجمة عن تعرية الغابات وإزالة الإحراج وانحطاطها البيولوجي.
وبحسب خبراء في الشأن الزراعي فانه إذا ما تم تطبيق البرنامج بنجاح فإنه قد يصبح بمثابة حجر الزاوية في الجهود الدولية المبذولة لإنقاذ الغابات وغيرها من المناطق الحرجية الآخذة في الزوال الآن بمعدل يدعو إلى القلق والانزعاج.
وقال الخبراء أن الزراعة والتحطيب وغيرهما من النشاطات الإنسانية آخذة في تعرية ملايين الهكتارات من الغابات سنويا، وكل شجرة يتم قطعها تطلق غاز ثاني أكسيد لكربون في الهواء.
ويرحب النشطاء المدافعون عن البيئة بالالتزام المتزايد بمشاريع الغابات، لكنهم يشيرون إلى التكلفة الباهظة لتخفيض تعرية الغابات التي تقدر بعدة بلايين من الدولارات سنويا، ما يتطلب استثمارات أكبر من البلدان الرئيسية.
الى ذلك شرع قادة العالم مسلحين بتعهدات تمويل جديدة بمبلغ 4.5 بليون دولار في جعبتهم في مصارعة واحد من الأسباب الرئيسة في تغير المناخ ألا وهو تجريد الغابات والأحراج. ففي منتصف آذار الماضي اجتمع في باريس ممثلون من أكثر من 60 دولة في المؤتمر الدولي الخاص بأحواض الغابات الرئيسية من أجل وضع خطة عالمية لتنفيذ برنامج تخفيف الانبعاثات الناجمة عن تعرية الغابات وإزالة الإحراج وانحطاطها البيولوجي.
وكان اللقاء أول اجتماع لقمة المناخ التي عقدت في كوبنهاغن أواخر العام 2009.
وتقول البلدان العشرة التي تتصدر هذا الجهد إنها ستتوصل إلى وضع خطة كاملة لتخفيض الانبعاثات والتصدي لتجريد الغابات وانحطاطها البيولوجي مع موعد اجتماع الأمم المتحدة حول المناخ في المكسيك في كانون الأول المقبل.
وستقوم البلدان المتطورة بموجب برنامج أطلق عليه اسم تخفيف الانبعاثات من تعرية الغابات وانحطاطها البيولوجي بدفع أموال للبلدان النامية من أجل حماية الأشجار في الوقت الذي يؤكد الخبراء التقديرات تشير إلى أن خُمس الكربون المنبعث اليوم سببه تجريد الغابات.
وفي حال تطبيق برنامج تخفيف الانبعاثات الناجمة عن تجريد الغابات فإن الولايات المتحدة ستمضي قدما في إصدار تشريع يضع حدا لانبعاثات الغازات المسببة للاحتباس الحراري ويسمح للصناعات بشراء تعويضات كربون الغابات كي تلبي متطلبات أهداف الانبعاثات.
وبحسب تقرير صادر عن وزارة الخارجية الاميركية فقد عمدت الوكالة الأميركية للتنمية الدولية منذ قمة المناخ في كوبنهاغن في كانون الأول إلى إعادة توجيه اهتمام عملها نحو إعداد المناطق لمشاريع تخفيف الانبعاثات الناجمة عن تعرية الغابات وانحطاطها بقيادة الأمم المتحدة وستعمل يو إس إيد، وهي مجهزة بمخصصات تبلغ 74 مليون دولار هذا العام لاستثمارات تتعلق بتغير المناخ مع البنك الدولي في نشاطات جديدة كالمحاسبة والتحقق من الغازات المسببة للاحتباس الحراري و»الاستعداد السوقي» لتخفيف الانبعاثات الناجمة عن تجريد الغابات وانحطاطها البيولوجي.
وبالنسبة للاردن يؤكد وزير الزراعة المهندس سعيد المصري أن الوزارة تسعى إلى زيادة رقعة الغطاء النباتي، نظرا لمحدودية مساحة الغابات الحرجية والبالغة نحو مليون و320 الف دونم من خلال تنفيذ العديد من مشاريع التحريج الوطنية وذلك للقضاء على التصحر وزيادة المساحات الخضراء.
ويوجد حاليا في الأردن حوالي (898) ألف دونم من الغابات منها(460) ألف دونم غابات حراج صناعي وحوالي (378) ألف دونم غابات طبيعية ومايقارب (60) ألف دونم غابات ملكيات خاصة.
وترتبط أسباب التصحر في الأردن، الذي يشكل 90% من أراضيه، مع أنماط الزراعة غير المستدامة واستخدام المخصبات وهجر الأراضي الزراعية وتملح التربة بسبب استخدام المياه المالحة والعادمة المعالجة لأغراض الزراعة، فضلا عن التوسع العمراني المرافق للنمو السكاني. ويعتبر توسيع الرقعة الخضراء للمملكة هما يؤرق جمعيات بيئية مختلفة في ظل انخفاض المساحة الحرجية اذ لا تتجاوز نسبتها الـ(1%) من المساحة الكلية لها.
الرأي