زاد الاردن الاخباري -
حنان الكسواني انحسرت موجة انتشار فيروس انفلونزا الخنازير في المملكة، بعدما أصابت نحو مليون مواطن، بما نسبته 20% من سكان المملكة، بحسب تقديرات مدير إدارة الأمراض السارية في وزارة الصحة الدكتور بسام الحجاوي. لكن الحجاوي، وهو خبير في علم الوبائيات في الوزارة، لم يستبعد عودة موجة جديدة للفيروس في الأسابيع الثمانية المقبلة، مستندا الى الخبرات السابقة لخريطة انتشار الأوبئة العالمية الكبرى، التي حدثت في القرون الماضية لفيروسات الانفلونزا (الاسبانية، والموسمية، والخنازير). وقدم الحجاوي تفسيرا علميا لعدد الإصابات المقدرة في المملكة؛ قائلا إنه "بناء على تقديرات منظمة الصحة العالمية، فإن 20% من سكان أي بلد ظهر فيه الفيروس يصابون به"، لافتا الى أنه كان الأكثر انتشارا عندما ظهر في المكسيك واسرائيل وأميركا وكندا، لكن خلال الاسبوعين الماضيين تقريبا "خمد" الفيروس، بانتظار "تغيير في سلوكه أو شكله الى فيروس آخر، لم يتم التعامل معه مسبقا" من دون أن يستبعد الحجاوي "تحول الفيروس الى نمط آخر". وقال الحجاوي في تصريح الى "الغد" إن "الانتشار السريع للفيروس منذ ظهوره في المملكة قبل 6 شهور، مضت، شكل مناعة مجتمعية بين فئات المجتمع"، لافتا الى "أن المصاب الذي تماثل للشفاء، لن يعدي غيره بالفيروس الساري". وتفحص مختبرات وزارة الصحة المركزية أسبوعيا من 20-30 عينة مخبرية لمراجعين قصدوا مستشفى الأمير حمزة للعلاج بعد ظهور أعراض متوسطة وشديدة عليهم، لكن حتى مساء أمس، لم تظهر أي إصابة جديدة، حسبما بين الحجاوي. وأضاف أن الوزارة تعلن عن الإصابات المثبتة مخبريا والبالغ عددها حتى أمس 3049 إصابة، رصدت منذ ظهور أول إصابة بالمرض في 16 حزيران (يونيو) الماضي، بينما بلغ عدد الوفيات جراء الإصابة به 16 وفاة. وقسم الحجاوي الـ 20% من المصابين، بمن فيهم الحالات المثبتة مخبريا والوفيات في المملكة الى عدة مجموعات، رافضا ما يشاع عن أن وزارة الصحة "غير دقيقة" في عملية الرصد الوبائي للفيروس، أو أنها تراخت وتقاعست في مكافحة المرض. وكانت منظمة الصحة العالمية في جنيف، حذرت أول من أمس، الدول بعدم التراخي في مكافحة المرض، في ظل تخوفات من تحول فيروسه الى نوع آخر أشد خطورة، مضيفا "أنه من المبكر جدا إعلان الانتصار في مكافحة فيروس يتعذر توقع سلوكه". وحول المجموعة الأولى من المصابين بالمرض بحسب الحجاوي، فلم تظهر على بعضهم الأعراض الشديدة، ومن بينهم من تماثل للشفاء ومنهم من لم يشف، وهناك من لم يعالج ولم تكتشف إصابته مبكرا، فسيطر الفيروس على جسمه وفتك به، وتوفي، وخصوصا من يعانون أمراضا مزمنة. والمجموعة الثانية، من أكبر المجموعات التي تضم مصابين بالفيروس وفق الحجاوي، إذ تم تشخيص حالتهم المرضية على أنها انفلونزا موسمية (البشرية)، أو على أنها من أنواع أخرى من الانفلونزا المعروفة عالميا، لكنها في حقيقة الأمر انفلونزا خنازير، وما يؤكد على ذلك، أو ينفيه إجراء الفحوص المخبرية التي قد تظهر أنها إيجابية (إصابة مؤكدة). وأضاف الحجاوي أن الفيروس احتل مكان الانفلونزا الموسمية، من حيث سرعة الانتشار وأعداد الإصابات، لكنه لم يغفل أن الانفلونزا الموسمية، تفتك بأرواح البشر أكثر من انفلونزا الخنازير، ويتوفى سنويا ما يزيد على 5 ملايين مواطن في العالم بسبب الانفلونزا الموسمية. وفي المجموعة الثالثة وصفت أعراض المرض بالخفيفة، وظهرت أعراض متوسطة في مجموعة أخرى تعاني ارتفاعا في درجات الحرارة حتى لو كانت 37.5 درجة مئوية، وسعالا وقيئا وإسهالا، غير أنها تعالجت منزليا بعد تناولها علاج التامي فلو الوقائي. أما المجموعة ذات الخطورة العالية، فكانت الرابعة، وعزل أفرادها وعولجوا في المستشفيات، ومنهم من لقي حتفه ومنهم من تماثل للشفاء بعد تلقيه العلاج والرعاية الطبية اللازمة. واعتبر الحجاوي أن الإقبال على المطاعيم الوقائية ما يزال "دون الطموح"، لكنه أعرب عن أمله في ان تنشط الحملات التوعوية حول مأمونية المطعوم وفاعليته، وخصوصا أنه لم يظهر على المحصنين أي أعراض جانبية "غير متوقعة". ومنذ أن أحضرت شركة نوفارتس العالمية المنتجة للمطعوم الوقائي 100 ألف جرعة طارئة الى المملكة، تم تحصين نحو 40 ألف مواطن، أغلبهم سيدات حوامل واطفال. الغد