ارحل بليل بلا قمر لأنك قتلت النور وأطفأت القمر ولم تعد الشمس تشرق على ديرتنا الأردنية كالمعتاد بسبب حكومة قارقوشية صفراء لا تعي ماذا يفعل رئيسها الذي هو أنت ، بعد أن أسرتّك المزاجية واجتاحك الغرور ، وكأن البلد من العقبة حتى عقربا ومن الغور حتى الاجفور قد أصبح مزرعة ورثتها دولتك من المرحوم (أحمد الطراونة الذي نجلّه ونحترمه ) ارحل بسرعة لأنك لم تكن لدقيقة واحدة عند ثقة الوطن أو المواطنين ، وبداية دعني أسألك هل الثقة الملكية السامية منحتك الجرأة لكي تضيف مكافأة بمقدار خمسماية دينار شهريا لجميع موظفي دائرة ضريبة الدخل دفعة واحدة بكتابك رقم 13/2/20102 تاريخ 25/7/2012 على أن لا يشمل ذلك بدل العمل الإضافي وهل أحبتنا موظفو دوائر الأراضي والمساحة واللوازم العامة والجمارك والموازنة العامة والتربية والبلديات والاشغال العامة والصحة والإذاعة والتلفزيون وباقي مؤسسات الدولة هم جميعهم مواطنين من الدرجة الثانية ، وموظفو ضريبة الدخل فقط مواطنين من الدرجة الأولى ؟؟؟ هل جميع الأردنيين خرجوا للحياة ساعة الولادة من بؤرة الدم والبول ، وموظفو ضريبة الدخل ولدوا بعملية قيصرية ، هل نحن في دولة نفطية لتصدر دولتك قرارا هكذا وبالتخصيص لموظفي دائرة معينة ، ألم يكن قرارك هذا هو سبب تلك الاعتصامات التي يقوم بها موظفو الدوائر المعنية ، وقبلها تصدر قرارا برفع البنزين والسولار ، ويتلوها قرارات بتعيين زمرة الأصحاب والأحباب وبأرفع المناصب لأصحاب المناقب ، فلو لم تكن مديرة عام الضمان الاجتماعي ابنة عبد الرؤوف الروابدة ، ولو لم يكن امين عام وزارة التنمية الاجتماعية نسيبا لعبد الكريم الدغمي ، ولو لم يكن مدير صندوق الاستثمار في الضمان محسوبا على قائد الجيش ولو لم يكن مدير الإذاعة محسوبا عليكم كإبن عمكم ... ولو ولو ولو ... فهل كان من الممكن ان يكون هؤلاء في مناصبهم لولا وجود فايز الطراونة واليا على بيت مال المسلمين الأردنيين يوزع كما يريد ، ويمنع العطايا عن من لا يريد ، فليست هكذا تورد الإبل ولا هكذا توزع الغنائم يا ابن أبيك الذي ما زلنا نقرأ الفاتحة على روحه الطاهرة لطُهره حين كان عادلا ومعتدلا ...
منذ شهر يا دولة رئيس الوزراء ونحن لا ننام الليل نتوسل للمواطنين بضرورة تسجيل اسمائهم في جداول الانتخابات لكي نلبي رغبة قائد الوطن ورغبة المواطنين ايضا باجراء انتخابات نيابية نهاية العام الحالي ، ثم تقوم دولتك فجأة بحرق جهدنا بقرارات غير مدروسة وتُبعد جمهور المواطنين عن تسجيل اسمائهم بعد أن مارسنا كل وسائل الإقناع عليهم ... لأن الذي يرى ويشاهد ويسمع من بقية المواطنين كيف تتعامل حكومتك مع أبنائنا من شباب الحراك في الطفيلة ومعان والكرك واربد ومادبا وغيرها يضطر الجميع للعودة لمناكفة الحكومة والنظام من جديد ، لقد أحرجت جلالة مولانا يا هذا منذ أن وطأت قدماك الدوار الرابع مرة ثانية ، حيث كان من المفروض عدم تجريب المجرب اذا لم يكن فالحا في المرة الأولى ولكننا تعودنا حيثما اتجهت ثقة مولانا تتجه نبضات قلوبنا ... ألا تعلم يا ابن الكرك العفيفة والشريفة والنظيفة بأهلها وقلعتها وتاريخها ، أنك أحرجت جلالة مولانا كثيرا ، وأحرجت كل الأجهزة الأمنية ودوائر الدولة بما فيها الإعلام الرسمي والخاص والمواقع الإخبارية التي اتخذتها عدوا لدودا لك دون أسباب أو مسببات ، وحيث أنني قريب جدا من كافة الأجهزة الأمنية بما فيها المخابرات رغم (سخط المخابرات علي حتى الآن منذ عهد محمد الذهبي لا رفع الله عنه شِدة ولا كربة) فقد شرحت لوزير إعلامك المدعو سميح المعايطة في مكتبه بدار رئاسة الوزراء قبل شهرين معادلة الأخذ بزمام المبادرة ، قبل أن تتسع دائرة إشعال الحرائق التي بدأتها الحكومات المنصرفة إلى غير رجعة ، وقلت له حرفيا كما قلت ذلك لثلاثة من رؤساء الوزارات السابقين في منازلهم بناء على دعوة منهم ، أن الدوائر الأمنية وأولها المخابرات العامة تُجهد نفسها ليل نهار ثلاثين يوما لكي تمتص احتقان يوم واحد ، وكذلك يفعل الآلاف من أبناء الوطن وخصوصا الإعلاميين لتهدئة الشارع والنظر للمستقبل بتفاؤل ، ولكن للأسف تأتي حكومتك المريضة مرض الموت لتشعل الشارع من جديد فترفع الأسعار تارة وتضرب مشاعر الأردنيين عرض الحائط بتوزيع الغنائم الوظيفية على أبناء السبيل والعاملين عليها والمؤلفة قلوبهم تارة أخرى ، وتقسّم الوطن (كميراث) على قاعدة ضريبة الدخل ترث والأراضي والمساحة لا ترث ، وكأن الوطن الأردني كمورث أضحى في حالة نزاع لتقوم دولتك بتوزيع التركة بهذه السرعة لكي لا يسبقك أحد دون أن تترك شيئا من قبيل الوصية الواجبة للفقراء والمحرومين .
ليس هكذا تُدار الدول والحكومات والشعوب يا هذا ، فنحن تعودنا أن نحترم ثقة مولانا فيك وبغيرك ، لكن كان عليك أن تعرف جيدا أن الثقة برئيس الوزراء لا تؤخذ على إطلاقها ، حيث لن نسمح لا لك ولا لمن قبلك ولا لمن سيأتون بعدك بأن تتخذوا من ثقة مولانا (وسادة) تتكئون عليها في قرارات ممجوجة أشعلت النار في جوانب الوطن الذي ذقنا المر والهوان والفقر والجوع والحرمان ودفعنا بآبائنا وأبنائنا وأعمامنا وأخوالنا شهداء في سبيل بنيانه وعمرانه واستمراره ، ثم تأتي دولتك وأنت تعلم أن الخميس القادم هو موعد تشييع جنازة حكومتك لكي تحرق ما تبقى من عروق خضراء في هذه الشجرة الأردنية الهاشمية الوارفة الظلال ...
فباسم كل الأردنيين الأحرار والشرفاء والموالاة والمعارضة وحراك المدن والإخوان والأعمام ، وباسم كل من على الأرض الأردنية صغارا وكبار وذكورا وإناثا أن ترحل اليوم وليس غدا ، لأنه لم يعد لدينا عليك صبرا حتى الخميس ، فقد توسلت لمولانا قبل أسبوع ( أن اخلع الرئيس قبل الخميس ) وقد وصلتني تطمينات مؤكدة لرحيلك ، ولكن لم يعد لدينا صبرا حتى الخميس أيها الرئيس ... إرحل فليس لدينا ما ناسف عليه بخصوص مراسم وداعك ، فلا عين عليك دمعت ، ولا عَبرة من محاجرنا ذُرفت ، إلا تلك الدموع التي ذرفناها حزنا على وطن كنت أنت سببا في تقطيع أوصاله وتشتيت أصوله بقرارات لم يكن لها مرجعية سوى مزاجك كرئيس للوزراء فقط . أقول قولي هذا وأدعو الله بالرحمة لوالدك الذي كان مثالا للنزاهة ... ولكن ليس كل الورد يثمر وردا ...
الحرية من عند الله ... فليسقط نظام عبد الله ، هذا هتاف خطير وكلام كبير لا نقبله أبدا ولكنك انت السبب ، وقرارات حكومتك الصفراء حسب رغبتك الشخصية هي التي أججت الوضع ومنحت البعض أوكسجينا عاليا ليرفعوا سقف الهتافات إلى هذا الحد الذي نشجبه ولا نقبله أبدا . كان الأولى ألا ترفع البنزين على المواطن المسكين ، وألا ترفع السولار قبل موسم الامطار ، وألا تمنح المواقع لمالكي المزارع ، وألا تعطي المكافآت ... لموظفي ضريبة الدخل والمبيعات .