خلال ما يقرب من عامين لم يتم تداول اسم عبد الروؤف الروابدة ، رئيس الوزراء الاول في عهد الملك عبدالله الثاني ، خلال اي نشاط للحراك السياسي ، فيما اتى على اغلب رؤوس الحكومات المتعاقبة و قطبيها من المحافظين ، و الليبرالين رجال التجارة ، وكذلك رموز متصلة بالنظام ، وعلى مستوى قريب من الملك ، وهو ما صار يعرف بتجاوز الخطوط الحمراء..!!
كانت المعارضة تستشهد باراء الروابدة ، فيما يتداوله الرجل في مواقف مختلفة كشهادته في تزوير الانتخابات لاقصاء الاخوان المسلمين ، و ما تم تداوله من رفضه عرض قبول الوزارة ، لان ثمة رؤوساء اتوا"..!!" واغرقوا البلد فيما لا يمكن تداركه..!!
الشارع العام يرى في الروابدة صورة مختلفة عما تراه النخب السياسة ، الشارع الملتهب بغلاء الاسعار يرى فيه رئيس وزراء من سلسلة اتت و اغرقت البلد ، لكن في اقل التقديرات هو في مصاف الرؤوساء المعتدلين كأحمد اللوزي عبد السلام المجالي وعدنان بدران ، ومن الصعب ان يكون من الرؤساء " التجار!" ، كعلي ابو الراغب و الذهبي و سمير الرفاعي الذي يقف خلف كل منهم سلسلبة من التجاوزات بملفات " مفتوحة " و لا حدود لها ..!!
الشارع العام يرى في الروابدة ، ابنته التي تتراس اليوم مؤسسة الشعب الاقتصادية " الضمان " التي تحاول الدولة انتزاعها لصالح تغطية الفساد و توظيف ابناء " التوريث " ، مؤسسة الشعب التي تختزن ما يعادل ميزانية الدولة باكملها من الفائض المالي الذي يتسربل كل حين بفشل ادارة الدولة له ، يرى الشارع في الروابدة ابنه عصام المستشار في الرئاسة ، وهذا في السياق هو حال الدولة الاردنية ، وليس بسنة الروابدة فالدولة الاردنية قامت على " صناعة الرموز " ثم تفريخها و توريثها ، وظلت الكفاءات تعاني الى ان تكونت اليوم على ما صار يعرف بالحراك ، وهو نتيجة غياب العدالة الاجتماعية والسياسة و الفرص ، وهو ما لم يستطع اي رئيس وزراء اردني اليوم التحررمنه ، حتى في عهد الرئيس الاكثر قبولا في العهد الحالي عون الخصاونة ، الذي قيل كل شيئ عن نزاهته ، ولم يقال عن حكومته التي كانت توصف بحكومة " النسايب.!!",,,!
للنخبة راي مختلف بالطبع في عبد الرؤف الروابدة ، ومن النادر ان يشير صاحب منصب مهم في البلد الى احد سلفه في الخير ، اليوم امين العاصمة يعتبر ان امانة العاصمة يؤرخ لها بعهد ما قبل عبد الرؤوف وما بعد عبد الرؤوف ..!!
ترى النخبة السياسية ان الروابدة لم يكن بالرئيس العادي من حيث الاداء ومن حيث الحضور ، في عهده حصلت تطورات خطيرة ومهمة ، تم ابعاد قادة حماس ، الى قطر ، وهو ما اعتبره الرئيس الاسبق الخصاونة خطاء قانوني وطالبه الروابدة بتصحيح الخطاء ، لكن الاخير لم يفعل خلال نصف عام من تجربته التي عادتها القوى المختلفة ، وكان يمتلك ان يفعل ذلك ، وفي عهده تم تخفيض جمارك السيارات الى النصف ، وهو الملف الذي راوح مكانه اكثر من عشر سنوات قبل اقراره ، وحتى اللحظة لم تتعرض القوى الحراكية لاي ملف مطلوب فتحه يمس " نزاهة " الروابدة ، وان كانت تملك اتمنى كما يتمنى كل الشارع الاردني ان يتم فتحه ، ولولا الاعتصام الذي انتهى بهزيمة الجميع ، بالتعادل السلبي امام بيت الروابدة لما كنا نعرف ان الروابدة سيتحول الى قضية مركزية لدى الحراك ، حال الاسماء التي تتصدر لوحات المتظاهرين في الاعتصامات الاسبوعية..!!
كان امام الروابدة فرصة كبيرة ، لاثبات ما عرف عنه ، ما تداولته مواقع على لسانه انه سيستضيف المحتجين في بيته ويحاورهم ، فاتت الفرصة و تجاوزها الموقف فقد سجلت كاميرات الاعلام صورة الدكتور العبدلات جريحا تحت هراوات المدافعين عن الروابدة ، وخرجت عائلة العبدلات السلطية العريقة ببيان وهي تختلف باكثرها مع ابنها سياسيا ، وتناصره فيما تعرض له من موقف غير ديمقراطي ، وخرج الروابدة بحوار يعتبر العبدلات صديقا وسيبقى ، كل هذا بعد انتهاء المباراة دون اهداف ، و قد خسر الوطن وخسر الجميع ، خسرت المعارضة التي لم تستطع اقناع الجمهور الاردني لماذا تعتصم امام بيت الروابدة وليس امام بيوت الرموز التي ترفعها مقلوبة على القوائم السوداء ، وخسر الروابدة لانه كان ينتظر ان يقدم موقفا يرتقى عن " التراجيديات !" الحكومية في التصدى للمعارضة ، ربما فعلا كان ينتظر ان يخرج الروابدة بعباءته و ابتسامته فاتحا صدره يستقبل العبدلات في الاحضان والكاميرات تصورهما متعانقين..!!
مباراة انتهت باسواء تعادل سلبي كان ينتظره " الاردنيون!!".. وبخيبة أمل كانت تنتظر اهدافا " مثيرة.!"..!!