زمن الفوضى والأزمات المركّبة...
لا أستغرب ما يحدث من فوضى وليدة لظروف صنعتها مجموعة من التراكمات الفاشلة ، ما امسى الواقع بحكم الطبيعة غير حضاري بمستوى اللياقة ، فعندما ترحّل الأزمات من شخص لآخر بات الأمر بحال لا نحسد عليه ، ففوضانا تكمن في الانسان وتصرفاته التي لم تلقَ حالة من الوعي بقدر ما هي حالة من الضبابية غير المرئية ، فعندما نحاول معرفة وفهم التاريخ جيداً ، نصل لطريق مسدود فمسلسل الخيانة لا زال ناظماً للحالة التي يمرّ فيها الأردن وباقي وطننا المنكوب بسياساته المروسة بالفساد ، والنفعية ولا زال الحال كما نشاهد فهي أشبه ما تكون بالعدميّة ؟
الربيع العربي يمارس صوره المختلفة عبر مساحات من التخطيط الواسع لعبور المؤامرة الامبريالية حيّز التنفيذ ، فالواقع يقول أن المشروع الأمريكي في المنطقة والمتمثل بتصفياته النهائية لصياغة الوطن البديل ، بات من المؤكد بمكان أن يكون ، وأن التدخل العسكري في سوريا من قبل الأردن لهو الشكل الآخر الذي تضعه الولايات المتحدّة كبديل لإضعاف ما تبقّى من قوى المنطقة ( الجيش )، ولمزيد من الضعف القادم إذا ما فكّرنا للحظة أن نواجه العدو ، بينما تمارس مؤسسات الفساد في الأردن برامجها في مواجهة الإصلاح بالضعف ، وخير شاهد على ذلك ما حصل قبل يومين أمام بيت السيد عبد الرؤوف الروابدة في مواجهة قوى الاصلاح السلمية بعنجهية الجهل والتخلف ، وبذات الشيء نفسه لو كانت هناك مؤسسة قضاء عادلة ، وشعب ناضج ، لكانت أولى المواجهات والمحاكمات للبطل علي ابو الراغب سيّد الأبطال؟! والكردي ، والمجالي ، وباسم عوض الله ، ومجدي الياسين ، ومؤسسة النخب الإصلاحيّة من مختلف الأطياف ( مؤسسة العمالة ) ؟؟!! حكم الإعدام والاشغال الشّاقة ، لما انعموا به على هذا الشعب من الفقر والبطالة والبيع ، ما نحسد عليه من الآخرين ؟!ه
يمرّ’ الأردن الغالي وشعبه المناظل هذه الأيام بأزمات عدّة ، فمنها السياسية والاقتصادية والاجتماعية وغيرها من الأزمات التي تولّدت عبر سياسات لا تعرف ما هي المسؤولية ، وما هو الواجب الذي يقتضي على مؤسسة النخب مواجهة هذا الإعصار والذي تمخض عنه مزيداً من الإحتقان والاستغباء والتهميش ، فالملك يقول لهذه المؤسسة العفنة : هل لديكم برنامج عمل إصلاحي يساعدنا في الخلاص من هذه الأزمات المركّبة من فعلكم القبيح ، والذي ساهمتم بكل وفاء
من أجل أخذ هذا البلد الطيب وشعبه لحالة من الضياع والدمار دون عقاب تستحقونه ؟! وهل لنا أن نأخذ من أموالكم ما يساعدنا على تخطّي المشكلات الاقتصادية وعمل برامج سريعة تكون بحجم صدق ما تحدّثنا به عن مشروع إصلاح يمارس على أرض الواقع دون معيقات ؟!ه
كثيرٌ من الأسئلة تطرح ، والكثير من الآمال معقودة ؛ فلقد بات الأمر في أشد صعوبة مما نتوقع ، فأحياناً تأخذنا المجاملات في رسم المشهد القادم ، وأحياناً يأكلنا الندم في كل سياسة قبيحة مارسناها دون معرفة عواقب لها ، فلربما تكون سبباً في فنائنا وقذفنا على مزابل التاريخ والمصير معشر الفاسدين ( مؤسسة النخب القذرة )، فهل بات بوسعنا خلال القادم من الأيام أن نعالج هذه العثرات القاتلة ، والتي أودت بمصير الكثير من شعبنا المسكين دون رحمة وبكل شيء ، ولا زالت ذات السياسة تمارس بالرغم من المشهد العربي الأليم ، والذي بات من المؤكّد أن يأخذ قالباً آخر من السواد
إذا ما ظل الأمر’ بهذا الحال والله أعلم ؟
في مجمل ما سبق :: هل تتشارك قوى المعارضة جميعاً في معالجة الأمور بالطرق السلمية دون الوقوع بالمحضور ؟ وهل لنا أن نعي أن المواطن الأردني لن يقبل إلا بمحاسبة مؤسسة النخب الفاسدة المفرغة من العلم والأدب والمسؤولية ، ليتسنى له العيش في وطن يخلو ما أمكن من الفاسدين ، ويكون الحكم في السنوات المقبلة لمؤسسات الدولة الوطنية الفاعلة بعيداً عن أشخاص قد مارسوا البيروقراطية بكل سفاهة وغلو
إن الوطن في مواجهة تحديات كبيرة سببها أصحاب القرار ومن هم حولة من سفاهة الرأسمال الفاسد ، ومصالح قوى المعارضة والممثلة بالإخوان المسلمين وبعض التيارات التي تدّعي مصالح الوطن ، وهم الأكثر تشدداً على جعل الأردن ساحة من الخراب والدمار ......؟ فلسنا معهم بل مع الوطن وبقاءه دون منازع ، وإن العمل على إعادة بيئة وطنية موّحدة ، قادر على إستشراف أمل قريب من دون دماء ودون فوضى