فايز الاجراشي - اثير في الفترة الاخيرة لغطا شديد اللهجة ما بين فئة السياسيين من الدرجة الاولى ووصل الحد بهم الى الخروج عن قواعد اللعبة المتبعة عادة والانغراس في الاتهامات والصاق الالقاب التي يعافها المواطن العادي .
النخب السياسية التي اخذت حد الردح وكيل الاتهامات لبعضها البعض كانت يوما ما تجلس في المقاعد الاولى وبالدرجة الاولى والان اصبح الوضع معكوسا وظهرت(كارزيما)جديدة من نوع لم يالفة المواطن الذي تعود ان تكون هذة الفئة بمستوى الحدث وما كانت علية .
ولكن المطلع والمراقب لهذة السجالات التي كانت ورق الجرائد والوزارات والصالونات السياسية ساحاتها تجد ان البعض اثارة قول الحقيقة ونشرها بطريقة مستحدثة ليست من المألوفات الاردنية وخاصة اننا تعودنا في الماضي طي النسيان والتكتم ودفن الفضائح خاصة اذا تعلق الامر بشخصية ذات وزن ثقيل ولديها امكانيات مادية .
ويبدوا ان معظم الاحاديث التي تتم وفق مفهوم الديمقراطية الذي فرضتة نظرية واقع الحال الحالي وليس الزماني ومن باب ان من يتحدث لن يضار فيما يقول او بالاحرى سوف يكسب شهرة من خلال معركتة هذة لان العامة من الناس لا تعرف بما يتحدث بة او لا يستطيغون المجاهرة في حقيقتة وهذا يسجل لة هدفا في مرمى هذة الشخصيات من ناحيتين اولا شعبيتة فيقال انة قادر على توجية النقد لمن هم في الدرجة الاولى وثانيا عكسيا اي بمعنى ان من ينتقدهم يزعجهم الامر فيلجأون الى استرضائة بطرق عدة ويلاحظ المتابع لهذة السجلات انها تتم وفق الية محددة كان يقصد مثلا رؤساء وزراء مضى على تقاعدهم فترة طويلة فتفتح ملفات ساخنة كانت في عهد ولايتهم مع ان معظم هذة الملفات المفتوحة قد اصابها الصدأ واصبحت في عداد الانقراض ولا اصل في استعادة او تجديد ما فقد فالمسألة ليست ركينة او وطنية اي بمعنى ان من يفتح النار لا بد له من هدف يصيبة فاذا ما الفائدة من اطلاق العيارات في الهواء. وايضا نرى في هذة الهجومات المركزة ان اصحابها لديهم اجندات خاصة يعملون عليها باسماء وتواريخ وملفات محددة
وكان هناك مهمات معينة قد وضعت ضمن اطر مؤسسية ثابتة وبخطة مدروسة ومعدة مسبقة وباهداف لا يعلمها سوى من يعمل بها بعيدا عن قاعدة التميز ما بين ما يفيد الوطن او يضرة او في مصلحة المواطن او المصالح الشخصية . مستوى الخصومات في هذة السجالات وصل الى درجة التدني ولمرحلة الاسقاطية التي لا تناسب حجم ومستوى المبارزين باعتبار انهم كانوا ضمن قائمة الموظفين في الفئات العليا الخاصة .
ولكن وكما يبدو يقول المحللون ان ذلك ينطوي تحت مفهوم ان الوجوة دائما تكون مغلفة بنوع جميل من (السلوفات) وعندما تظهر الحقيقة وتزول هذة الوجوة المزيفة تفزع من حقيقتها ومن طبيعتها وشكلها التعبيري الوحشي . الشارع او الرأي العام تحس انة (مبسوط) من هذة المشادات الاتهامية لانة من خلال ذلك يصل الى كم كبير من المعلومات كان يجهل بعضها وايضا يسر لان الحيتان الكبيرة التي كانت تاكل في زرعة اصبحت الان في مصيدة وهي (تفرفط) في حوض مغلق من جميع الجهات وربما سكينة الجزار الثقيلة قد تغوص بها ولو كان ذلك تعبيرا كلاميا وتنفيسا صناعيا لا يغني ولا يسمن من جوع .