غابة الشهيد وصفي التل تقع في الوسط بين عمان وجرش وهي من أجمل الغابات في الأردن لمن لا يعرف حيث روعة الطبيعة والإطلالة الساحرة وبرودة الجو صيفا والهواء العليل وهي بالمناسبة نسخة كربونية عن قاسيون وبلودان قبلة السياح العرب والأجانب وبالتحديد عرب الخليج ناهيكم عن الجدوى الاقتصادية لها و انعكاسها على الخزينة السورية والشعب السوري ، وغابة الشهيد وصفي كان من الممكن أن تكون أجمل مصيف في الأردن وللعاصمة عمان بالأخص لو وجدت الرعاية والاهتمام اللازمين ولو كان هناك انتماء وولاء ما كان هذا حالها.
تفاءلنا خيرا نحن أبناء قرية سلحوب المجاورة لتلك الغابة عندما رأينا قبل عامين تقريبا حركة في الغابة من آليات ومعدات و إنشاء بنية تحتية وفوقية وفتح وتوسيع وتعبيد الطريق الرئيسي المؤدي لقلب الغابة ووضع أعمدة الإنارة وازداد التفاؤل عندما تم تشييد مبنى ضخم في قلب الغابة حيث اعتقد عرب سلحوب أن الغابة ستتحول إلى منتجع سياحي ضخم وسيتحول الحلم إلى حقيقة والفرج قد جاء بعد طول انتظار ..ولكن .. ما الذي حصل .. تبين أن كل الحفريات والأعمال والتشييد هي بغية إنشاء معتقل يحمل عنوان ( سجن سلحوب المركزي) ويبدو أن أصحاب الفكرة عندهم حياء وخجل لذلك لم يسموه ( سجن الشهيد وصفي التل المركزي) ..أهكذا يستحق الشهيد البطل بأن يتم تحويل غابته إلى معتقل !!.. إن كان ولا بد فلماذا لم يتم إنشاء السجن في الغابة المجاورة ألا وهي غابة الرئيس الفرنسي الأسبق ميتيران!!.
بعد اغتيال الشهيد وصفي التل على أيدٍ غادرة وحاقدة وتخليدا لذكراه أوعز جلالة الملك المغفور له بإذن الله الحسين بن طلال المعنيين في ذلك الوقت بأن يطلق اسم الشهيد على تلك الغابة الجميلة الغناء ليبقى هذا الاسم محفورا في قلوب وعقول الأجيال المتلاحقة على مر العصور وهذا ينسحب على جميع رجالات الأردن الشرفاء.
اتقوا الله في يوم شتوة فغابة وصفي التل لا فرق بينها وبين جميع المشاريع الاستراتيجية المنوي إنشاؤها من حيث القيمة والجدوى في كل المجالات فيمكن استغلال هذه الغابة بالإضافة إلى جعلها مصيفا عن طريق إما تحويلها إلى محمية او إنشاء قصر للمؤتمرات فيها أو تحويلها إلى متنزهات وحدائق لتخفيف الضغط على حدائق الحسين أو خصخصتها بحيث تكون إقليما سياحيا تنمويا أو بيئيا وعرضها على القطاع الخاص والشركاء الاستراتيجيين وضرورة الاستفادة من الخبرات السورية في ذلك المجال فلها باع طويل في ذلك وبلودان الشبيه تماما بغابة وصفي التل خير دليل على ذلك ..وإذا لم يكن هنالك استجابة فدعوا الغابة على حالها السابق فالأهم ألا تتحول إلى سجن!!.
وأخيرا نرجو من دولة سمير الرفاعي التدخل السريع والفعال واتخاذ الإجراءات اللازمة للحيلولة دون تحويل غابة الشهيد وصفي إلى معتقل وسجن فهذا لا يليق به وكل شرفاء الوطن المخلصين ..جبل أو غابة الشهيد وصفي ثروة بين أيدينا إن أحسنا استخدامه وإن صدقت النوايا سيفتح باب واسع يساهم في تخفيف الفقر والبطالة وجذب الزوار والسياح والعملة الصعبة وسيدر على الخزينة الهشة دخلا لا يستهان به في ظل الأزمة المالية والاقتصادية العالمية خصوصا وان الأردن يشهد عجزا ومديونية لا مثيل لها من قبل و من بعد لذلك فمن الضروري أن تبحث الحكومة ومؤسسة تشجيع الاستثمار عن البدائل وغابة الشهيد البطل وصفي التل إحدى البدائل الناجعة... وأرجوكم تعالوا إلى جبل الشهيد البطل وصفي التل وقارنوه بقاسيون و بلودان في سوريا وفي هذا كفاية تغني عن زيادة إيضاح وبيان.