لقد تحولت نقابة المهندسين في السنوات الماضية إلى بيت خبرة لتطبيق الدكتاتورية. فتوارثنا الرمز تلو الآخر في وقت احتاج فيه الوطن للنخب. اليوم وبعد تذمر الأقلية تتعاظم المصيبة وتطفوا على السطح وصفة نقابية حرة ونزيهة للفريقين! : الأكثرية والأقلية .
مما لا شك فيه إن تحول النقابة إلى ناطق رسمي حزبي وإيجاده لجنة تنسيق مشتركه فاقم حجم التذمر ووصل أشدة عند المهندسين حتى أننا نجد من يسميه سطوا اواختلاسا أو إرهابا أو مافيا أو... ولكن الجواب للجميع : إنها الديمقراطية فعليكم بديكتوقراطية لبنان زملائي فإنها الملاذ.
تقلصت مطالبنا نحن (المهزومين المشردين المحرومين الساقطين اليائسين والمفلسين والفارغين الجهلة ...) فأصبح هدفنا الحصول أو عدمه على تقرير ارض أم الدنانير أو تقديمي شخصيا نقابتي في تجاوزاتها المالية بفرع العقبة إلى مكافحة الفساد أو اتهامات باستيفاء رسوم غير مشروعه أو تمويل حماس من عدمه أو ما جرى بمخططات جنين أو ما جرى بجالوي والشاحنات لغزة أو أهمية اكبر مجسم الأقصى أو جدوى رحلة شد الرحال أو مصداقية دعم عائلات الشهداء أو الزملاء في الضفة (وأنا مع كامل هذه النشاطات ولكن ....).... الخ. نعم استسلم الجميع فأصبح السقف أدنى فأدنى ومحور الصراع الهندسي ضاع بين طيات القدر المالي والسياسي.
لقد مزقنا العدو ومن هو هذا العدو؟ العدو هو الوسيط الذي فاز بتنزيل نسبة التصويت في النقابة إلى 6% من الأعضاء ليتقاسمها الفريقين ويعلن بعدها عن الفوز الساحق والسيطرة والاكتساح والحصاد للإسلاميين.وتوزع بعدها الغنائم ويتبين أن العدو استثمر في المطبخ السياسي وليس في تطوير المهنة ولا في مصلحة الوطن؟ . يعترف أمامي مسئولين بالنقابة بعدها بأنه مدعوس عليهم بـ.... ولكن بكم من ... سنبقى نصفع! وهل المخزون الاستراتيجي من..... يفي بالغرض.الجواب لا الـ 6% في تساقط مستمر... ونضوج المهندسين أدى إلى عزوفهم عن النقابة !
يستحضرني فيلم عادل إمام \"السفارة في العمارة\" والذي يدور حول قبوله يائسا أن يسكن في العمارة التي بها السفارة الإسرائيلية إلى أن زحفت السفارة لبيته فأصبح مرتعا للمؤتمرات والحفلات وغيرها وأقول للزملاء العدو هو \"السياسة في النقابة\" فقد زحفت بجحافلها التي شرعت بإقامة المؤتمرات والندوات والمحاضرات السياسية وغيرها من المناسبات الحزبية حتى ذوبت العمل الهندسي فخالفنا قسم المهنة وأغضبنا وجه الله بخيانة الأمانة في النقابة واستبدلنا العمارة بالسياسة وأصبحت النقابة بيتا للساسة بدلا من أن تكون بيتا للخبرة .
وفي الختام اذكر زملائي المهندسين أن الزمن قد ولى والآن سقفنا الطوفان وليس الذوبان العزيمة وليس الهزيمة الإصرار وليس الاندحار حول الشفافية بالوثائق وليس بالميكروفون. أن إسكات الزميل الشخشير في اجتماع صندوق التقاعد الأسبوع الماضي هو إرهاب وعدم تزويد الزميل رايق كامل عضو المجلس الاخصر إلى الآن أن يمتلك نسخة تقرير ارض أم الدنانير هو أيضا إرهاب ورفضكم فتح لجنة تحقيق لي في ما جرى في العقبة من تجاوزات مالية وإدارية هو كذلك إرهاب وقطع أرزاق المهندسين هو ذروة الإرهاب ووجود تجانس سياسي وليس مهني في مجلس وهيئات وشعب ولجان النقابة هو إرهاب مزدوج بحق المهنة.ادعوا زملائي المهندسين في الختام إلى تزويدي بالايميل الشخصي (لمن يرغب) من اجل التواصل بكل ما يخص العمل النقابي إلى حين إطلاق الموقع الالكتروني الذي سيأوينا جميعا إخوانا مهندسين وشعارنا\"أعيدوها للمهندسين\" المهندسين...
المهندس محمد ابورمان
mhromman@hotmail.com.