معتصم مفلح القضاة
بداية؛ لا أريد أن أجعل من هذه المقالة رسالة إلى جلالة الملك، لأنني على علم أكيد بأن حاجب الملك تفنن وأبدع في وسائل الحجب لكل ما هو في مصلحة الوطن، بل وجعل بين الملك وشعبه سداً يغلق كل الطرق ويهدم كل وسائل الوصول والتواصل، مبقياً على شِعْبٍ تتبادل فيه وسائل الإعلام صور جلالته يجالس فقيراً تارةً ويتفقد بعض أولي الحاجة تارةً أخرى. ولكنني جعلت العنوان بهذه الطريقة لعل ضربة حظ على قوقل توصل ما أريد قوله.
بالأمس واليوم وبعد غد، بذلت الحكومات المتعاقبة - التي أصبح لها أول وليس لها تالي- ما بذلت لتجييش المشاركة في الإنتخابات بلا فائدة تذكر، والسبب الرئيس قانون عقيم لا يسمن ولا يغني من جوع إصلاح.
نعم لقد أصبحنا كمن كذب كذبة وصدقها، بأننا ندعو لعرس وطني أقيم في ليلةٍ ملبدةٍ بالغيوم بلا أضواء أوشموع، حتى العريس نفسه قد ملَّ من عرسه، طمعاً في إحياء ليلةٍ من ليالي العمر، ولكن دون جدوى.
أقول ذلك والقانون لم ينصف أمثالي وهم ألوف من المغتربين في أصقاع الأرض، فالإرادة الملكية لم تلقِ لنا بالاً، وجلالة الملك يعرف دور المغتربين الاقتصادي جيداً في العقود المنصرمة، كما أن الأحزاب المتسيسة لم تنظر إلا مسافة قدمٍ عن حاجتها ونظرتها لما تسميه بالإصلاح.
نعم كذبنا الكذبة وصدقناها، وقلنا أننا نعدُّ لقانون انتخاب عصري والقانون الذي خرج لو أحيل لطلبة الصف السادس في انتخابات مجلس طلبتهم لصاغوا خيراً منه. الأمر الذي سيكلف الخزينة ملايين الدنانير في الرهان على حصان خاسر.
بقي أن أقول أن أحد أصحاب المعالي في الحكومة الحالية وعندما سألته عن استثناء المغتربين من الانتخاب قال: "مهو القانون ما شملهم، يالله الخير بالجايات" ، يا معالي الوزير ثق تماماً إن أخفقتم اليوم؛ فلن نكون بحاجتكم في الجايات!!
غريبٌ بهمّي وأوجاعي
لكن وطني رابض بين مقلتي وأجفاني
لا لأبي يحيى أنصتوا
ولا لأنين كرمة من داعي
كل إصلاح نادوا به ضاع
وضاعت من قبله أحلامي......!!
ainjanna@hotmail.com