لفت انتباهي وانا أشاهد احدى القنوات الفضائيه الاردنيه خبر شاهدته ولم أستطع في حينها أن أقرر هل أضحك أم أبكي..الخبر يقول "في مثل هذا اليوم قبل اثني عشر عاما انضم اللاعب ميسي الى نادي برشلونا"...طبعا في البدايه انا أحب أن اوضح انني لست ضد الاعجاب بالموهوبين ولست ضد احترامهم كما انني ادعو ان يكون شبابنا موهوبين ايضا وفي شتى المجالات...ولا مانع من متابعة المباريات وما شابه ولكن لم أعتقد اننا بحاجه أن نعرف بالضبط بالساعة والدقيقه متى انضم فخامة السيد ميسي لناديه...وهناك الكثير من الاخبار أولى أن تبثها القنوات الاردنيه..يتحدثون وكأن الشعب الاردني يرفل في النعيم,وليست هناك شكاوي من الفقر والبطاله..او أن الشعب الان في حيره من أمره في كيفية قيامه بالاستجمام والسياحه والترفيه...
نحن بصراحه في الغالب نقدر شخصيات عالميه اكثر مما نقدر العظماء الذين يزخر بهم حاضرنا وماضينا..ثم بعد ذلك نقول ان الغرب لا يحترم المسلمين !!!! ونحن في الحقيقه أحوج ان نحترم أنفسنا وماضينا وعظمائنا قبل أن نطلب احترام الاخرين...واريد ان أطرح سؤالا وبكل شفافيه على الاباء...لو أن هناك على التلفاز في قناة معينه يتحدثون عن حياة القائد الفذ صلاح الدين الايوبي او خالد بن الوليد سيف الله المسلول...وفي قناة أخرى يتحدثون عن سيرة حياة ميسي او رونالدو او غيره,فكم هي نسبة الاباء التي ستدعو ابنائها الى متابعة القناه التي تتحدث عن صلاح الدين؟؟؟ان استطعنا الاجابه عن هذا السؤال فاننا قد نستطيع ان نلمس هذا الوضع الذي ينخر في عقول اولادنا منذ الصغر وسنعرف كم هو في غاية الاهميه ان ننتبه الى عملية تنشئة الصغار وصقل عقولهم وتوجيههم الى الطريق الأنسب قبل أن نهمل هذه الامور ثم بعد ذلك ننهال على الامة سبا وشتما وندعي انها أمة مهزومه...السنا نحن من صنع الهزيمه؟؟
وكان قد لفت انتباهي قبل ذلك عندما توفي ستيف جوبز ان الكثير من شبابنا يترحمون عليه ..بل ان الامر وصل الى وضع صورة قبرة وكتابة عبارة "هنا يرقد بسلام ستيف جوبز" وكأنه قد أصبح صحابيا جليلا نحتاج أن نترضى عليه كلما ذكر اسمه وان نضع صورة قبره في حين انهم لم يضعوا صورة قبر ابائهم وأجدادهم اوحتى قبر صحابتنا رضوان الله عليهم..,مرة أخرى انا أتمنى ان يحذو شبابنا حذو انسان موهوب وعبقري
مثل ستيف جوبز ولكني لا أحب أن يصل بنا الامر الى هذا الحد...هل ننسى عظمائنا ونذكر عظمائهم؟؟...هنا تكمن المشكله.
ومن الامور التي تدعو للاستغراب ان بعض الشباب عندنا يعرفون أدق التفاصيل عن حياة ميسي الى درجة أن ميسي نفسه لا يعرفها ولا يتذكرها وليس لديه الوقت لكي يفكر بها وربما أيضا لا يعرف اين يقع الوطن العربي...وبالمقابل فانهم ربما لا يعرفون هذه التفاصيل عن ابائهم وامهاتهم..ولايعرفون عن الفتوحات الاسلاميه..او حتى كيف ضاعت عروس العروبه فلسطين من أيدي العرب.او عن بطولات اهلنا في فلسطين وتضحياتهم في الثوره الفلسطينيه وبطولات العرب في اللطرون وباب الواد وحرب 1973
هذا وما زال الكثيرون من ابنائنا وبناتنا يتابعون اخبار ونشاط الساقطين والساقطات من أمثال فخامة السيده او الانسه ليدي غاغا(وعذرا انني لا أعرف هل هي سيده أم انسه فانا لا أعرف عن حياتها)
حتى قامت هذه الليدي غاغا مؤخرا بالسخريه من الحجاب الاسلامي..فالى متى؟؟؟؟
في أيام ضعفنا وانهزامنا ..هل نحن بحاجه أن نعرف عن ميسي أم عن صلاح الدين ؟؟؟