لم تعد الولايات المتحدة بحاجة إلى اتحاد سوفياتي لشن حروب عالمية باردة وساخنة. فمن أفغانستان توسعت الحروب مع القاعدة إلى باكستان، ثم إلى العراق، ثم إلى الصومال.. واليمن وغزة، وتجد أوروبا بتحالفها مع الولايات المتحدة انها مستهدفة ومهددة بعد عمليات لندن ومدريد، وكذلك أكثر من بلد في المنطقة بشكل خاص!!. * ترى أين هي جيوش هذه الحروب؟!. * بالعين المجردة نستطيع أن نرى الجيوش الأميركية والأطلسية بدباباتها ومدافعها وطائراتها، ومخابراتها وبنوكها، لكن من الصعب أن نرى جيوش القاعدة، وجنرالاتها وأسلحتها فيما عدا ابن لادن الذي استحال إلى رمز، يعيش في لا مكان، ويقود الحرب، ويتوسع أكثر فأكثر. * ترى أين ستنتهي الحرب وكيف؟!. -.. من الصعب أن نبتلع الفرضية الدائمة بأن الحروب هي الصراع السياسي والاقتصادي بصوت عال. فهذه الحرب ليست حرب مصالح، ولا حرب اقتصاد، ولا حرب التقدم التسليحي والتدميري، وإنما هي حرب الاحتجاج ضد الهيمنة، ورفض الفقراء للقوة العسكرية والاقتصادية الغلابة.. وهي العنف المضاد في وجه العنف المضاد!!. * هل المطلوب أن تخوض القاعدة الحرب بمقاييس الحرب التي يفرضها الطرف الأميركي/الأوروبي؟!. هل يجب أن تنتظر القاعدة كذا مائة سنة لتطور أسلحة الأفغان أو اليمنيين أو الباكستانيين لتواجه أميركا وأوروبا؟!. ليس بالضرورة.. وليس بالأخلاقيات التي يفرضها الأميركيون والأوروبيون!!. قتلى حروب أميركا وأوروبا في أفغانستان والعراق وباكستان واليمن والصومال وغزة.. تجاوزوا الملايين خلال الحروب الأخيرة من عام 1991 حتى الآن.. وكلهم من فقراء آسيا وإفريقيا.. ولم يتجاوز قتلى الأوروبيين والأميركيين الآلاف. وعلى عدد أصابع اليدين. لكن ماكنة الحرب الغربية تكلفت أكثر من ثلاثمائة مليار دولار، وهو المال الكافي لبناء عالم الفقراء، واستقراره وأمنه. ومال كاف لايصال فقراء أميركا وأوروبا إلى المستشفى، والحصول على الدواء. في الحسابات، لا أحد يقبل هيمنة القاعدة لكن الجميع يقبلون الاحتجاج. ولا أحد يقبل هيمنة أميركا وأوروبا بالطريقة التي شهدنا فيها حروب العراق وغزة!!. وفي الحسابات، يجب أن لا يكون طرفا الحرب الساخنة والاستخبارية والباردة هما أميركا والقاعدة، فالعالم أوسع وأهم من أن يكون محاصرا بالطرفين وأن ينتصر أي منهما!.