في كل يوم من ايام السنه وعلى سبيل النكته والدعابه يتبادل بعض الناس ما عرف بكذبة نيسان ويكون لها وقعا سيئا لان الكذب صفة ذميمة وحالة مرضيه يصعب علاجها عندما تهمل ولا ينتبه لها الطفل الصغير عندما يتعود الكذب فانه يشب عليه ويمضي حياته حتى تصبح عاده فهو من العادات السيئه والتي انتشرت في مجتمعاتنا على الرغم من حرمتها وقد احلت في ظروف خاصه في الحرب لتظليل الاعداء وفي الاصلاح بين المتحاصمين كوسيله للوفاق بينهما , وما عدى ذلك فالكذب حرام لانه يقلب الحقائق ويشعل الفتنه ويثير القلاقل , ومن يكذب ويتحرى الكذب يكتب عند الله كذابا كما اخبر نبينا عليه السلام وهو الصادق في كل ما قال ,والله تعالى يكتب الكذبه والكذيبه في نيسان او شعبان او اي وقت اوحين ,وثمة اناس تعودوا الكذب او احترفوا هذه الصفه التي تقلل من هيبتهم وتنقص من قيمتهم فالكذاب لا تقبل شهادته ولا يؤمن جانبه ولربما يتقول عليه ويتير من حولك الاشكالات والاحتراس منه والابتعاد عنه فضيله وراحه للنفس ,والكذب هذه الايام يدخل علينا من ابواب كثيره ومداخل عده ومسميات عديده اولها المبالغه وفي حديث الكثير من الناس يبالغ في العدد فالعشره يحولها الى مئه يحضر مناسبه قيقول حضر اكثر من مئه والحضور لا يتجاوز العشره ,والهشته وهي الكذبه السريعة ونواجه في مجتمعاتنا نماذج كثيره منها هشتت المرشح على الناخبين وهشتت المسؤول على السائلين وهشتات الحكومات على المواطنين وهشتة الموظف على المراجعين والسائق على الركاب وهشتات في كل الايام ,ومن باب التعرف على المصدر للكذبه او الكذيبه او الهشته سالت احد الاكاديميين في علم النفس عما يصدر من الكذاب الذي يروي لك اكثر من قصه اوحكايه تلمس فيها الكذب وقلت له اذا حصل معك حادثه وبعد ايام رويتها لشخص فانك تنسى بعض شخوصها ولكن الكذاب يصرد عليك عشرة حكايات ولا يتعلثم لسانه في كلمه واحده فكيف استطاع بخياله الممتد ان يسلسلها ويرويرها بكل هذه البراعه ؟ فضحك وقال ان كل ما قاله صحيح 100% ولكن لم يحصل معة ولكن حصل مع اناس غيره فاعجب بدورهم ونسب الحادثه لنفسه ولا تقف عند هذا الحد ولكن من كثرة ما تداولها بين الناس يقنع نفسه بانها حصلت معه ,فالكذاب او الهشات او المبالغ او واسع الخيال ’ يكذب على الناس فيضلهم ويكذب على نفسه فيغويها اعاذنا الله تعالى من الكذب وابعدنا عن الكذبه والافاقين وشفانا الله من هذه الصفه الذميمه والمرض الذي لاشفاء منه , فالنار تشب من مستصغر الشرر والكذب يبداء من الطفوله وينتهي عند الشيخوخه فلربما بدايته في شهر نيسان ونهايته اخر العمر ’وصدق الله العظيم القائل في محكم التنزيل (ويل للمكذبين) فالبوار لهم في الدنيا والويل لهم في الاخره وناهيك عن الكذب على الناس والنفس فالطامه الكبرى هو الكذب على الله تعالى ,فالصدق مه النفس ومع الناس ومع الله هي المنجي من غضبه تعالى ’وكذبة نيسان وهشتات كل الايام تلقي الى الهاويه ونسال الله العفو والعافيه .