نسمع كثيرا عن وجود كفاءات اردنية تبوأت اماكن ومناصب متقدمة في قطاعات مختلفة خاصة في دول الجوار ومنها دول الخليج العربي ومن اهم القطاعات الاعلام بجميع انواعه وشركات التامين وغيرها وقد استطاعت هذه الكفاءات صنع انجازات تشهد لها تلك الدول مما جعلها تتجه وباصرار على استقطاب موظفين اخرين لتوظيفهم لديها واستغلت نقاط الضعف عندهم الا وهي قلة الراتب وعدم منحهم فرص التطور لانه في حالات كثيرة في شركاتنا المحلية الكفاءة لاتعني الكثير بقدر ماتعنيه العلاقات الشخصية والقرابة وللاسف هي التي تحدد المناصب والرواتب فتجد الاب يوظف ابنه بمنصب رفيع او الخال لابن اخته او لصديقه او ارضاءا لاحد وقد لايجد هذا الموظف المسكين اذانا صاغية مما يجعله يبحث عما يطمح له خارج الاردن فترى سوق الخليج على سبيل المثال يفتح ابوابه لهم فتراهم مفخرة في الابداع والانجاز مع العلم الشخص هو نفسه ولكن الفرص امامه زادت وفتحت له ابواب الرزق من اوسعها ووجد من يسمع له ولرأيه .
هنا اتكلم عن حالات كثيرة فلماذا نجد هذا الموظف قد تقلد منصبا رفيعا في بلاد الغربة وفي بلده كان موظفا عاديا أليس من حق الكفاءات ان تجد طريقا لها في اردننا ؟؟ لماذا نفعل كما يقول المثل ( يكاكي عندنا ويبيض عندهم ) ؟؟ اليس من حق هذا البلد الكريم الطيب ان يفرح ويفخر بابداعات ابنائه الذين تعب عليهم وعلمهم في مدارسه واعطاهم كل ما يريدون اثناء مراحل التعليم ؟؟ ليأتي متنفذ او صاحب مال فيقتل الطموح لديهم وتستغل الاسواق المحيطة هذه النقاط فتأخذ نتاج وخيرات ما زرعنا فتبني وتطور نفسها وتتباهى بانجازاتها .
من يزور اسواق التامين في الامارات العربية المتحدة او المملكة العربية السعودية او قطر او اي دول يشعر وكأنه يعيش في الاردن لما يشاهدة من شخصيات اردنية في شركاتهم وقد لايقتصر هذا الموضوع على التامين فقط فتجد المدارس والجامعات والبنوك والمحطات الفضائية ومواقع اعلامية والمستشفيات تزهو بالاردنيين فذلك قد يثلج الصدر ويحس المرء بالفخر والاعتزاز و في الوقت نفسه يتألم كثيرا عندما يفكر بان هذه الابداعات والانجازات كان من المفروض ان يكون الاردن اولى بها من غيره لانهم ابنائه واحبائه وصدقوني مهما وصلت مغريات الرواتب فهي لاتساوي شيئا امام لحظات يعيشها الانسان بين اهله واولاده .
ذكر لي احد الاشخاص قصة لمواطن اردني وجد وظيفة في احدى شركات الكمبيوتر في بريطانيا وعين موظفا عاديا وكان له رئيسا لقسمه بريطانيا وبعد مرور سنة واحدة فقط في عمله انتبه اليه مدير الشركة فوجد انه يستحق ان يكون رئيسا للقسم ( وبدون النظر لجنسيته ) بدلا من ذلك الرئيس فتم تعيينه رئيسا وبراتب خمسة اضعاف راتبه الاول وعين الرئيس السابق نائبا له ولم يحقد عليه او يكرهه بل هنأه لانه استحقها بجدارة فهذه قصة تحدث كثيرا في دول الغربة عنوانها الكفاءة والرجل المناسب في المكان المناسب بدون محاباة لقرابة او اخذا لخاطر فلان او رضاءا لمتنفذ ، فهل نستطيع ان نجعل عنوان وظائفنا المحلية الكفاءة والرجل المناسب في المكان المناسب عند التعيين ؟؟ ونكون اكثر عدلا في الرواتب الممنوحة وان نصنع ونبني اردننا العظيم بايدي ابنائه بدلا من ان نجدهم قادة وصناع قرار في بلاد اخرى ولا ادري ماذا يضير الشركة اذا وضعنا الكفاءة والرجل المناسب في المكان الصحيح الذي يستحقه بدلا من ان نأتي بعد فترة ونلطم الخدود ونشق الجيوب ونقول بان الشركة الفلانية خسرت وافلست والسبب الحقيقي نجده اذا كنا اكثر صراحة هو متخذ القرار فيها لايمتلك الخبرة الكافية وللاسف كان هناك من يصفق له ويمتدحه وكم كان عمر بن الخطاب حكيما في قوله عندما وقف احد الرجال في وجهه ليقومه فنهض رجال ليقتلوه فقال كلمة الفصل اياكم فانا احمد الله ان عمرا وجد من يقومه بحد السيف فيجب ان تكون مسيرة العمل في حياتنا والشركات هي جزء منها مبنية على سياسة عمر بن الخطاب والعمل الجماعي وروح الفريق الواحد ولايجوز ان نستصغر زميلنا الموظف ونضعف رأيه لمجرد انه اقل منا وظيفة او راتبا او لايستطيع ان يجتمع مع المدير العام ونجعله فريسة للغربة التي مهما كسبت مالا فيها فلايساوي شيئا امام لحظات في اجتماع عائلي وقضاء سهرة وامسية بين ضحكات اطفاله وايتساماتهم ودعوات امه .
اقولها لجميع القطاعات الاردنية واصحاب الشركات والمتنفذين ثروتنا الوطنية وبلدنا يكبروا بابنائهم فهم الثروة الحقيقية له ولا يهم ان يكون ابنك او خاصتك في الشركة ان يسلك الطريق والتسلسل الصحيح في الوظيفة فستجده مستقبلا قياديا ناجحا ومحققا لارباح اكثر فما تزرع تحصد واتمنى لجميع قطاعاتنا التطور والازدهار ولابنائتا في الخارج كل الحب والتقدير .
المهندس رابح بكر
0788830838
0795574961
Rabeh_baker@yahoo.com