زاد الاردن الاخباري -
أثار مسلسل "صرخة حجر" التركي الذي تعرضه قناة "mbc" مدبلجاً بالعربية موجة سخط، لكن هذه المرة فلسطينية، بسبب عرضه لقطات يرى المشاهد الفلسطيني أنها أبعد عن الحقيقة، خاصة بعد أن عرض مشاهد تعرض إحدى الأسيرات الفلسطينيات وتجسد شخصيتها فتاة تدعى مريم للاغتصاب من قبل الجنود الإسرائيليين ،حيث عرض المسلسل المدبلج في إحدى حلقاته التي بثت خلال الأيام الماضية مسألة اعتقال النساء، وجسدت في إحدى الحلقات الأسيرة الفلسطينية "مريم" عملية اغتصاب تعرضت لها من قبل الجنود الإسرائيليين خلال وقوعها في الأسر.
وأكدت منال النواجحة وهي أسيرة فلسطينية سابقة من قطاع غزة لـ "القدس العربي" أنها لم تسمع قط خلال فترة اعتقالها أو بعد خروجها من السجن أو قبل ذلك بتعرض أي من الأسيرات للاغتصاب، ووصفت المشهد الذي جسد عملية الاغتصاب بـ"المقزز"، وأكدت أنه "يسيء للنضال الفلسطيني وللمجتمع بشكل عام".
هذا وطالبت أسيرة فلسطينية في رسالة نقلها نادي الأسير بوقف عرض المسلسل فوراً "لما فيه من تشويه للحركة الأسيرة ولنضالات الأسيرات في سجون الاحتلال".
وأكدت أن ما أذيع لا يمت للحقيقة بصلة، وطالبت مخرج العمل الدرامي بالاعتذار من الشعب الفلسطيني، ورأت أن عرض مشهد الاغتصاب يعد "محاولة لتشويه صورة الأسيرة الفلسطينية، وتغييبا لدورها البطولي".
وشددت على أن استمرار عرض المسلسل يعد "إهانة علنية للشعب الفلسطيني كونه لا يخدم إلا الاحتلال".
وتطرق المسلسل إلى تعامل ذوي الأسيرة مع "مريم" بعد خروجها من السجن، حيث شرع الأهل بقتلها بسبب الاغتصاب، وفقاً للعادات والتقاليد السائدة في المجتمع الفلسطيني المحافظ.
وفي السياق طمأنت الأسيرة المحررة سوسن أبو تركي، جميع أهالي الأسيرات بأنه لا يتم اغتصاب أي أسيرة في السجون، وذكرت أن الدلائل على هذا الأمر كثيرة.
وشددت على أن كلمات "الغضب والاستياء والشجب والاستنكار"، تعد قليلة جدا مقارنة بـ "لهيب النار الذي اشتعل في صدر الأسيرات لما تم عرضه من عدة مشاهد مسيئة".
وأكدت أنها رجعت هي وزميلاتها بعد سجنهن إلى أحضان عائلاتهن "بكل فخر مرفوعات الرأس مستمدين قوتنا منهم وصبرنا على ظلم سجاننا".
وطالبت محطة تلفزيون mbc بالعمل وبشكل فوري على وقف عرض المسلسل، وطالبت القنوات العربية قبل عرضها لأي مسلسل بـ "التأكد من صحة ما يجيء فيه من أحداث".
يذكر أنه ومنذ بدء عمليات اعتقال النساء الفلسطينيات لم تعلن الجهات الفلسطينية عن حدوث عمليات اغتصاب بحقهن، وتؤكد تقارير حقوقية أن الأسيرات يتعرضن للإذلال من قبل السجان، من خلال عمليات التفتيش التي تقوم بها "سجانات إسرائيليات".
وكان ذات المسلسل أثار موجة غضب لدى القيادة الإسرائيلية، حيث طلبت حكومة تل أبيب وقف بث قناة mbc داخل إسرائيل، وذلك عندما تعرضت حلقات المسلسل لوحشية جنود الاحتلال والطرق المشينة التي يرتكبونها في حق المدنيين الفلسطينيين.
يشار إلى أن المسلسل تسبب في أزمة دبلوماسية سابقة بين تركيا وإسرائيل بسبب عرضه على التليفزيون التركي، عندما استدعت الخارجية الإسرائيلية السفير التركي في تل أبيب بشكل مهين، وهو ما جعل الرئيس التركي يطالب إسرائيل بالاعتذار.
ويقال إن المسلسل سينهي حلقاته التي تتحدث عن الانتفاضة الفلسطينية حين يصل إلى مراحل شن إسرائيل لحرب "الرصاص المصبوب" ضد غزة التي انتهت قبل 14 شهراً، وقتل فيها أكثر من 1400 فلسطيني.
يذكر أن حلقات المسلسل التركي بدأت بالحديث عن أسرة فلسطينية تواجه الموت كل لحظة بنيران الجيش الإسرائيلي، حيث ركز على دور امرأة اضطرت للهجرة إلى الأردن مع والدها وطفلها، وعندما قررت العودة لزيارة أهلها في الضفة قتل والدها بنيران الجيش الإسرائيلي.