المواطن: كنترول كم عدد المخالفات على السيارة رقم (؟؟؟؟؟؟؟؟)
كنترول: عدد المخالفات (5) مجموع المخالفات 150 دينار.
المواطن: 150 دينار ؟؟؟؟؟!!!!! يا الله ؟؟؟!!! من وين جبتهم؟؟
قديما كانت الوسيلة الوحيدة لمخالفات السير, هي دوريات السير حيث تقوم بمخالفتك, وتعطيك الوصل لتذهب وتقوم بإجراءات الدفع أو الاعتراض, لكن على الأقل عند ذهابك للترخيص تكون على علم بالمبلغ المستحق عليك, أما اليوم فتعددت الطرق وتطورت من شرطي متخفي, إلى دورية مدنية, إلى الكاميرات المزروعة بكثرة في كل مكان, ليفاجأ المواطن عند الترخيص بوجود مبلغ خيالي عليه, فيرتفع ضغطه, وتتسارع نبضات قلبه, ويتصبب عرقا, ويموت كمدا, من هول المبلغ الذي قد يتجاوز قيمة سيارته إذا ما كانت كسيارة أبو صقر..؟!
ومن هنا فقد ارتأت الحكومة ومن باب تخفيف الصدمة على المواطن كي لا يموت قبل أن يدفع ما عليه من مخالفات..؟! فقد قامت بتسهيل وعمل وسائل مختلفة لمعرفة عدد المخالفات المجهولة وقيمتها من خلال شبكة الإنترنت, أو من خلال الخدمة التي تقدمها بعض وسائل الإعلام المرئية كقناة الحقيقة الدولية, التي تساعدك في معرفة المبلغ المتراكم عليك كل شهر أو كل يوم , فأنت لا تدري متى وقعت المخالفات بفضل التكنولوجيا الحديثة والمتطورة؟
وحقيقة, أن في الأمر غرابة ودهشة, فكلما زادت المخالفات, زادت حوادث الطرق وزادت نسبة الوفيات والإصابات, والأردن لمن لا يعرف؛ يعد من الدول الأولى في العالم في حوادث الطرق, وعدد الوفيات من حيث نسبة السكان, بل لا تستغربوا ( ولكم أن تعودوا إلى المصادر وتتأكدوا من صحة المعلومات) أن عدد وفيات الأردن من حوادث السير بلغت في الربع الأول من السنة الماضية (2009) أكثر من وفيات دول العالم قاطبة من مرض أنفلونزا الخنازير في نفس الربع الأول من ذات السنة..؟! هذا المرض الذي ملأ الدنيا وشغل الناس, وكان حديث الساعة, وقلق كل العالم.
أمر يدعو إلى الدهشة والتفكير مليا بهذه النسب..؟
والسؤال المشروع هنا هل هذه المخالفات والتي باتت تشكل عبئا كبيرا على كاهل المواطن, هل هي مخالفات للوقاية من حوادث الطرق وحماية لحياة المواطنين ؟ أم هي وسيلة جباية وبوسائل( مشروعة) لتعويض عجز ميزانية الدولة وإيجاد روافد مالية إضافية..؟ وإذا ما أحسن الناس الظن بها, فلماذا لم تنخفض نسبة حوادث الطرق؟ وهي في ازدياد أو ثبات ؟ ولماذا لا تجري الجهات المختصة دراسات عميقة ومحايدة لمعرفة أثر هذه المخالفات على حوادث الطرق, والتي قد تكون أحيانا سلبية وسببا في هذه الحوادث, وأسوق هنا مثالا واقعيا: صعدت ذات مرة وسيلة نقل ( حافلة ) للسفر من معان إلى الزرقاء أنا وأسرتي , وكان السائق يسير بسرعة جنونية, وقد سمعته يتحدث لمن يجلس بجانبه بقوله أنه تمت مخالفته في الصباح (50) دينار قبل ما يسترزق..؟! وكونه سائق بالأجرة فهو يريد أن يعوّض هذه المخالفة بنقلة ركاب إضافية, من خلال السرعة الزائدة, هذه المخالفة التي قد تكون ضحيتها حياة عدد من الركاب..؟
وأمر آخر يدلل على أن المخالفات هي أقرب للجباية منها للوقاية, ففي مدينة الزرقاء وإذا كان لديك سيارة وأردت أن تذهب بها إلى السوق فعليك أن تدفع في حال أردت ركنها على الطريق, وفي حال ركنت السيارة ولم تدفع ستجد المخالفة على زجاج سيارتك وتحت المساحات, وعندما تسأل لماذا تمت مخالفتي ؟ يكون الجواب بسبب إعاقتك لحركة المرور.؟؟؟؟ سبحان الله! إذا دفعت مبلغ النصف دينار لا أكون أعقت حركة المرور , وإذا لم أدفع أكون أنا السبب في أزمة المرور, وإعاقة حركة المواطنين, شيء يدعو إلى الدهشة والاستغراب !!
نعم, هناك من يستحق أكثر من المخالفة, وهناك أسباب مقنعة لسحب الرخص من السائقين المتهورين, سواء من غير الملتزمين بقوانين السير, أو الذين لا يحافظون على الأشياء الأساسية في مركباتهم, وبالتالي يعرض حياته وحياة الآخرين للخطر, لكن يبقى السؤال مطروحا ومشروعا, هل كل مخالفات السير مستحقة؟ وفي نهاية الأمر إذا كانت مستحقة و للوقاية؟ لماذا لم تأت بنتائج إيجابية من شأنها أن تحفظ حياة المواطنين, من خلال التقليل من حوادث الطرق, وعدد الوفيات؟ أترك الإجابة هنا للمعلقين, آملا أن نخرج بنتائج إيجابية.