هناك من يراهن على أن الحكومات الأردنية ومهما تغيرت الأسماء والسياسات لا تحمل رؤية جديدة وستبقى هذه الحكومات على سابق عهدها بحيث لا تستطيع تقديم أي شيء جديد وبما أننا نمر بمرحلة جديدة من التغير نحو الأردن الجديد حسب الرؤية الملكية التي تركز على الاستفادة من عقول أبناء الوطن من أصحاب الكفاءات والخبرات اللذين هم الأقدر من غيرهم على قراءة الواقع من اجل المضي نحو الأردن الجديد .
حكومة دولة الدكتور عبدا لله النسور المكلفة عليها الانتباه جيدا الى ما تحتاجه هذه المرحلة التي كثرت فيها الأفكار والاجتهادات بحيث أصبح كثيرون يتحدثون باسم الشعب وخاصة دغدغة عواطف المواطنين وهذا يدعو الحكومة المكلفة أن تكون لديها رؤية جديدة وأن لا تكون تكرار لحكومات سابقة فالمرحلة الآن خرجت من الإطار التقليدي الذي تميز بترحيل الأزمات من حكومة الى حكومة فالوطن بحاجة الى كثير من الانجاز والمواطن يريد أن تتحسن ظروفه المعيشية وهذا يتوفر بتوفير الحرية وإعطاء الحقوق وتكافؤ الفرص .
كما أسلفت أن هناك من يراهن على أن الحكومات الأردنية لن تقدم شيء جديد وهذا ما يجب على دولة الرئيس المكلف أن يأخذه بعين الاعتبار وأن يتعامل مع جميع القضايا بشكل متوازن وأن تكون لديه القدرة والمقدرة على قراءة المشهد السياسي والاقتصادي بشكل عميق مع مراعاة البعد الاجتماعي لأن التقدم نحو المستقبل الذي يرى فيه البعض أنه لا مجال للإصلاح الحقيقي الذي يضمن الحقوق والحريات فالمشككين كثيرون وينتظرون لحظة بلحظة أية إخفاقات تتم وهذا يجعل الحكومة المكلفة وخاصة حكومة دولة الدكتور عبد الله النسور تعمل بشكل جاد لوضع برنامج عمل مؤسسي يراعي جميع الاحتياجات للمواطن ويقوي جبهة الوطن الداخلية بالحوار الجاد وتقريب وجهات النظر بين جميع القوى السياسية وغير السياسية بنفس الدرجة من التوازن وعلى الحكومة فتح الأبواب لعلاقات دولية مثمرة بحيث لا تؤثر على مبادئ الدولة الأردنية وخاصة مواقفها المشرفة تجاه الشعب الفلسطيني الذي يثمن مواقف القيادة الهاشمية الحكيمة والشعب الأردني الطموح .
الملفات كثيرة والهموم كبيرة والأوضاع الراهنة تطلب من الحكومة المكلفة توضيح رؤيتها و عليها أن تراعي أنها جاءت لتكون لديها نقلة نوعية ونظرة جديدة نحو المستقبل الأردني بقراءة واضحة لجميع المشاهد على الساحة الوطنية فالوطن أهم من أن يوضع ضمن محافظة واحدة أو عشيرة واحدة أو حزب وتيار واحد وهذا يدعو أكثر الحكومة المكلفة بأن تقف من الجميع بنفس المسافة والانسجام مع جميع أبناء الشعب الأردني على مختلف مستوياتهم وتوجهاتهم ولا بد من تقديم الأولويات وخاصة تقيم الوضع الاقتصادي في الأردن والتركيز على الحد من المديونية المتزايدة وعجز الموازنة والتخفيف من الفقر والبطالة والسير بخطى ثابتة للحد من الواسطة والمحسوبية ومحاربة الفساد والفصل بين السلطات وهنا لا بد من التنويه لدور الشباب الأردني الذي يجب الاستثمار فيه وكما يعلم الكثير أن هناك من يعمل على استقطاب هذه الفئة من المجتمع الأردني والتي ترى أنها هي الوحيدة القادرة على التعامل مع هذه الملفات العالقة المتوارثة من حكومة الى حكومة .
المواطن الأردني أبدى ارتياحه بهذا الاختيار الموفق لجلالة الملك بتكليف دولة الدكتور عبد الله النسور الذي ليس بحاجة الى التعريف به فهو رجل معروف ومواقفه ثابتة وسياسي محنك وهذا يعتبر في هذه المرحلة مكمل للخطوات الإصلاحية التي بدأها جلالة الملك وثقافة العطاء هي بقدر ما يقدم الإنسان لوطنه من انجازات ونبارك لدولته بهذه الثقة الملكية ونتمنى له التوفيق بهذه المهمة الصعبة وأن يكون على قدر أهل العزم فالمسؤولية هي عملية تشاركيه بين جميع أبناء الوطن من اجل بناءه وتطويره نحو الأفضل .