معتصم مفلح القضاة
فيما مضى كانت لعبة كرة القدم في الحارات تبدأ بحضور صاحب الكرة وتنتهي بغيابة، حتى لو كان الغياب لحظي بسبب عطشة أو حاجته لدخول الحمام، لم يكن هناك وقت محدد للأشواط أو للمبارة ككل، عدد الأهداف يشبه مباراة كرة السلة – بالعشرات - .
كان اللاعب الأكثر وزنا حارس مرمى، والمرمى نفسه من حجارة غالباً ما نستحق بسببها بعض الشتائم من المارة وأصحاب السيارات، رائحة اللاعبين بعد الشوط الثاني في الغالب لا تُحمد بسبب حرارة الأجواء وعدم تغطية المكان،
لم يكن هناك حكم ولا حتى اعتراف بالأخطاء سوى أخطاء الأوت والكورنر بسبب وضوحها، أما التسلل فلم نكن نعرفه سوى ما نسمعه من تعليقات محمد المعيدي يوم الجمعة.
في إحدى المرات وبعد خسارة فادحة قررنا تغيير الخطة، فاجتمع الفريق بشكل ( دائري ) وتهامس الجميع بصوت غير مسموع حتى لا تنكشف (الخطط) وبدأ الفريق الآخر يتصبب عرقاً ويترقب نتائج قرارات ( الدائرة) المُحكمة، ليكتشف في النهاية أن التشكيلة كما هي بس الحارس (غير) !!
يومها لعبنا أشواطاً كثيرة دون أن تتعدل النتيجة، فقط نال الحارس كرةً أفقدته الإحساس برهً من الزمن قبل أن يستعيد وعيه.
اليوم وأنا أتذكر تلك المباراة في شارع العيد وبالضبط تحت دار حسين الكردي رحمه الله، وعلى يمين المقبرة – رحم الله ساكنيها- والتي خسرنا فيها خسارة (مرّة)، تذكرت أن جميع أهداف الفريق الآخر كانت تسلل، تماماً كما الحكومة الجديدة.
أين أنت يا حكم؟!!
***
بمناسبة طاري الحكومة، ذكرني التغيير الأخير بما حدث قبل سنوات عندما جاء الدكتور خالد الكركي وزيراً للتربية والتعليم خلفاً لبدران، ليصرح أن قرارات الوزير السابق باقية على ما هي عليه...
يا جماعة الخير ارحمونا شوي !!!
ainjanna@hotmail.com