سلطة العقبة تهدم عدداً من المساجد تمهيداً لبناء مشاريع سياحية!!

زاد الاردن الاخباري -

شرعت سلطة العقبة الاقتصادية الخاصة بهدم عدد من المساجد في منطقة الشميساني والشلالة مثل مسجد الشميساني والسكنية الأولى، تمهيداً لبناء مشاريع استثمارية وسياحية تنفذها شركة "المعبر الدولية"  في المنطقة.
واعرب مواطنون عقباويون عن سخطهم من عمليات الهدم ،متسائلين عن مدى توافقها مع تعليمات الدين الاسلامي.

ويتخوف مواطنون من عدم بناء مساجد  بديلة مكان المساجد المهدومة كما حصل بالنسبة لمسجد السواقين سابقاً.
واطلعت "البوصلة" على وثائق مخاطبات بين مفتي المملكة السابق  الدكتور نوح سلمان ووزارة الأوقاف يتساءل فيها المفتي عن مصير مساجد العقبة وما تداولته بعض المواقع الإلكترونية بخصوص بناء ملاه ليلية مكان دورالعبادة.

"البوصلة" تجولت في موقع الهدم  واستفسرت من المسؤولين في الموقع  عن سبب هدم المساجد فاشاروا الى انهم أخذوا إذناً مسبقاً من الأوقاف .
مدير أوقاف العقبة سليمان بلبل أكد لـ "البوصلة" أنه تم إصدار فتوى شرعية من مجلس الأوقاف بجواز عملية الهدم بعد انصراف العمران عنها لتحقيق المصلحة الشرعية، مؤكدا في ذات السياق أنه سيتم تخصيص قطع أراضي وقفية في نفس الموقع الأولى مساحتها 5000 متر مربع لبناء مسجد كبير بكلفة تقريبية تصل الى 3 ملايين دينار وقطعة ثانية مساحتها مساحتها 1900 متر لبناء مسجد آخر.
وبخصوص المساجد الموجودة في منطقة الشلالة بين بلبل أنه تم تشكيل لجنة مشتركة من الأوقاف وسلطة منطقة العقبة الإقتصادية الخاصة لدراسة أوضاع المساجد وتخصيص قطع أراضي وقفية لبناء بديل عنها .

وكانت سلطة منطقة العقبة الإقتصادية الخاصة  قد قامت بترحيل القاطنين في منطقة الشميساني والشلالة الجنوبية الى اسكان الكرامة لإستغلال أراضي المنطقة في مشاريع استثمارية وسياحية تنفذها شركة المعبر الدولية
المهندس عماد الكيلاني مدير شركة المعبر الدولية أكد في تصريحات سابقة أن شركة المعبر ستخصص 20 ألف متر مربع كأوقاف تبنى عليها المساجد وبخصوص عملية الهدم أكد أن هذا الأمر من اختصاص سلطة منطقة العقبة الإقتصادية الخاصة
"البوصلة" اتصلت بأستاذ الشريعة بالجامعة الأردنية علي الصوا لإبداء رأيه في الموضوع   فأكد أن وزارة الأوقاف لا تملك الوقف وإنما تديره وترعى مصالحه داعيا الى عرض الموضوع على مجلس الإفتاء لإبداء الرأي الفقهي في المسألة 

 وكانت صحيفة "السبيل" خاطبت مفتي المملكة السابق نوح القضاة حول موضوع هدم أي مسجد أو نقله من مكان لآخر، فكانت فتواه بتحريم هدم أو نقل أي مسجد من مكان لآخر، لأن أرض المسجد تعتبر وقفا إلى قيام الساعة، وتاليا نص الفتوى كاملة:
"إشارة إلى سؤالكم حول هدم بعض الأحياء السكنية بما فيها من مساجد وإقامة منشآت أخرى في مكانها يرجى العلم بأننا خاطبنا وزارة الأوقاف لبيان حقيقة الأمر؛ كونها هي الجهة التي تتولى الإشراف على المساجد، وبشكل عام لا يجوز هدم المسجد نظرا لقول الله تعالى": (ومن أظلم ممّن منع مساجد الله أن يذكر فيها اسمه وسعى في خرابها أولئك ما كان لهم أن يدخولها إلا خائفين لهم في الدنيا خزي ولهم في الأخرى عذاب عظيم) سورة البقرة آية 114، بينما قال عز وجل في حق بناة المساجد: (إنما يعمر مساجد الله من آمن بالله واليوم الآخر، وأقام الصلاة وآتى الزكاة ولم يخش إلا الله، فعسى أولئك أن يكونوا من المهتدين)، سورة التوبة آية 18
ولذلك تنافس المسلمون في عمارة المساجد في كل القرون، وفي كل البقاع، وفي بلدنا نهضة مشرفة لبناء المساجد، ومنها ما يعتبر تحفة فنية تدل على عمق الإيمان والتمسك بأهداب الإسلام وإقامة شعائره في هذا البلد العزيز الذي يتشرف بقيادته الهاشمية، وقد أقيم أهمها بجهد رسمي، وبتبرع من صاحب الجلالة الملك الحسين رحمه الله تعالى والملك عبدالله أمدّ الله في عمره
وفي حالة إزالة المناطق السكنية يجب أن تبقى المساجد كما هي، ولا مانع من تعميرها وإعادة بنائها بالصورة اللائقة المناسبة للوضع المعماري الجديد، لأن الأرض إذ وقفت مسجدا تبقى مقصورة على هذه الغاية إلى قيام الساعة، وما يتناقله بعض طلاب العلم من إباحة سيدنا عمر لنقل مسجد الكوفة، وإنما كان المقصود نقل المواد التي بني منها المسجد أما أرض المسجد فتبقى وقفا إن وقفت لهذه الغاية، أما إن لم توقف الأرض فلا مانع من استعمالها لغاية أخرى شريفة، فالأرض لا تنقل كما هو معلوم، ونأمل أن يكون مع النهضة العمرانية في العقبة تجديد لمساجد تلك المناطق، بحيث تناسب الأبنية الحديثة، والله الموفق".

البوصلة / رائد صبحي