ألهمت الادباء والكتاب والفنانين عبر العصور فنظموا فيها شعرا ونثرا وكتبوا عنها المؤلفات وتألقوا في صياغة العبارات واستعمال المفردات لتصبح على مقاس جمالها وأنوثتها..طارت في وصفها القصائد لتسافر في أصقاع الارض...أشغلت عقول البشر ونشبت لاجلها الحروب والفتن..حركت الجيوش وذهب لأجلها الفرسان ...جندلت الابطال وتربعت على أغلى العروش...أضافت على حياة الرجال جمالا ودفئا وسكنا ..فأنى لها أن تشعر بالظلم !!وأنى لنا أن نظلمها هذا هو تاريخ المرأه...الجوهره الأغلى عبر التاريخ
هذا هو الجانب المشرق من تاريخها ..اما من الجانب المظلم فيجب الاعتراف أن المرأة لحق بها الاذى والعذاب:
فعند الإغريقيين قالوا عنها :شجرة مسمومة ، وقالوا هي رجس من عمل الشيطان ، وتباع كأي سلعه متاع
وعند الرومان قالوا عنها :ليس لها روح ، وكان من صور عذابها أن يصب عليها الزيت الحار ،وتسحب بالخيول حتى الموت
وعند الصينيين قالوا عنها :مياه مؤلمة تغسل السعادة ، وللصيني الحق أن يدفن زوجته حية
وعند الهنود قالوا عنها :ليس الموت ، والجحيم ، والسم ، والأفاعي ، والنار ، أسوأ من المرأة ، بل وليس للمرأة الحق عند الهنود أن تعيش بعد ممات زوجها ، بل يجب أن تحرق معه
وعند الفرس:أباحوا الزواج من المحرمات دون استثناء ، ويجوز للفارسي أن يحكم على زوجته بالموت
وعند اليهود : قالوا عنها : لعنة لأنها سبب الغواية ، ويجوز لأبيها بيعها
وعند النصارى :عقد الفرنسيون في عام 586م مؤتمراً للبحث: هل تعد المرأة إنساناً أم غير إنسان؟
وهل لها روح أم ليست لها روح؟ وإذا كانت لها روح فهل هي روح حيوانية أم روح إنسانية؟ وإذا كانت روحاً إنسانية فهل هي على مستوى روح الرجل أم أدنى منها؟وأخيراً" قرروا أنَّها إنسان ، ولكنها خلقت لخدمة الرجل فحسب". وأصدر البرلمان الإنكليزي قراراًفي عصر هنري الثامن ملك إنكلترا يحظر على المرأة أن تقرأ كتاب (العهد الجديد) أي الإنجيل(المحرف)؛ لأنَّها تعتبر نجسة
وعند العرب قبل لإسلام : تبغض بغض الموت ، بل يؤدي الحال إلى وأدها ، أي دفنها حية...حتى جاء الدين الحنيف وحرر المرأه وهذا التاريخ هو رد على حقوق المرأه التي يتشدق بها الغرب ..فهذا هو ماضيهم وهذا هو ماضينا
وبعد ذلك كانت هي حجر الاساس في تكوين ما يعرف بحجر الاساس في تكوين المجتمع الا وهي الاسره وبالتالي فان المرأه هي حجر الأساس في تكوين المجتمع..يقول توفيق الحكيم:المرأة إذا ذبل عقلها ومات ... ذبل عقل الأمة بكاملها وماتت..وفي أيامنا هذه نعلم جيدا ألمرأه اذا فسدت فان المجتمع كله يفسد ..لهذا كان التشديد على تربية البنات تربية صالحه..يقول صلى الله عليه وسلم: ((من كان له ابنتان فأحسن إليهما كن له سترا من النار))..وطبعا من الواضح أن الرسول قال ابنتان ولم يقل ولدان ويقول أديب اخر:(الرجال يصنعون عظائم الامور هذه حقيقة ،لكن النساء يصنعن الرجال هذه حقيقة ننساها دائما)
اذن فلماذا نسمع كل تلك الشكاوي من بعض الرجال ؟ ولماذا هناك صراع واضح او خفي بين الرجل والمرأه ؟؟ الاجابه طبعا هي في كيفية التعامل مع المرأه ويكفي في ذلك أن نسمع المقوله الشهيره لأحد الكتاب عندما قال:(المرأه كالشعلة إذا عرف الرجل كيف يمسكها أضاءت طريقه ، وإذا أخطأ في مسكها أحرقت يديه) والمرأة سر من أسرار السعادة الدنيوية.. هبة من الله للرجال من عرف كنهها ذاق زينة الحياة وبهجتها وأدرك نعيم السكن إلى قلب وجوارح وليس إلى جدران وأسقف
والأقوال في المرأه لا تكاد تنتهي منها ما هو على سبيل الدعابه ومنها ما يتحدث عن محاولاتها للسيطره على الرجل ومنها ما يتحدث عن الوضع النفسي والاجتماعي للمرأه ولكن مهما كثرت المقولات وتعددت الاراء أعتقد أن المرأه هي الأساس..ويكفي فيها أن شاعر النيل قال:
الأم مدرسة إذا أعددتها أعددت شعبا طيب الأعراق
الأم روض إن تعهده الحيا بالريّ أورق أيما إيراق
الأم أستاذ الأساتذة الألى شغلت مآثرهم مدى الآفاق ذلك أن الاب دائما مشغول بعمله وهو الذي يجلب المال للعائله ولكن الام هي صاحبة الرساله الانبل الا وهي تنشئة الابناء (هذا طبعا ان أنشأتهم نشأة صالحه)..وفوق كل ما قالوه شعرا ونثرا الكثير من الايات الكريمه والاحاديث الشريفه التي أعطت المرأه حقوقها...وتكلمت عن دورها النبيل من أجل الحقيقه فقط يصعب التعميم..هناك من النساء من هدمت أسرة كامله بناها الرجل وهناك من بنت أسرة هدمها الرجل ..وهناك من حصلت على حقوقها كاملة وطبعا الكمال لله سبحانه وتعالى...وهناك من تعاني في بيت أهلها ومن ثم زوجها..وكما قال أحدهم:سقطت من قاموسها الزوجي كل مفردات الرضا والمجاملة والتقدير، وربما حلت مكانها مفردات للزجر والتعنيف واللوم يتطور في بعض الحالات إلى الضرب أو الهجر أو قسوة وخشونة المعاملة
لا حيلة لها إلا الصمت والصبر، والتحسر على الزمن الضائع وقد تشتد وطأة الحياة عليها لتلقي بها الى الطلاق أخيرا وبالمقابل هناك من النساء من كانت هي السبب الرئيس في ضياع العائله..وفي أيامنا هذه حصلت المرأه على القوانين التي تسمح لها بالعمل والدراسه وما الى ذلك وأصبح الناس أكثر وعيا لذلك أنا أعتقد أن اللفظ ب(ظلم المرأه) بالمجمل هو تسميه خاطئه لان كل حاله يجب دراستها على حده ....ذلك اننا تخطينا أيام الجهل المطبق التي تحدثنا عنها في اول المقال مما كان يؤمن به القدماء امثال الروم والفرس والاغريق وغيرهم..وبالمقابل هناك حالات ظلم للرجل ..وكم نجد من الأهالي من يسيء تربية البنات والاولاد أيضا
يقولون أن المرأه نصف المجتمع ..وأقول أن المرأه هي المجتمع كله..هي نصف المجتمع بحد ذاتها وهي التي تنتج وتنشئ النصف الاخر