عندما تسمع جدتي ان احدا ما من الذين نعرفهم او حتى لا نعرفهم قد اصابه سوء او مكروه او مصيبة فانها تسارع للقول بأن ثمة عمل معمول لهذا الشخص ، فتقول \" الظاهر معمول اله عمل .
فعندما مرض حمزة قالت نفس العبارة ، مع العلم ان سبب مرض حمزة كما عزاه الطبيب هو التسمم الغذائي والظاهر انه اكل باكيت شيبس منتهي الصلاحية
كذلك عندما قام صالح بتطليق فوزية التي لم يمضي على زواجهما اكثر من سنة رددت جدتي نفس العبارة وهي \" هذي معمول الها عمل المسكينة \" مع العلم ان السبب الحقيقي من وراء طلاقها يكمن بكون صالح \" هامل \" ودايما \" طافي \" وهذا امر لم يقبله اهل فوزية بتاتا .
حتى عندما رسب حسن في التوجيهي وحمل ثلاث مواد ، كررت نفس العبارة وطلبت من اهله ان يتم اخذه الى شيخ ليقرأ عليه ، مع العلم ان الجميع يعرف ان حسن كان مقضيها على السطح بحجة الدراسة لكنه في الحقيقة كان مشغولا بامرين الأول : بتربية الحمام ، والثاني وهو الأهم ، انه كان يلعب دور العاشق الولهان مع هديل القابعة على الجانب الآخر ، وفي الحقيقة \" منيح منه اللي حمل بس ثلاث مواد مش اكثر \" .
ليست جدتي فحسب من تردد هذه العبارة ، فهناك الكثيرين ولا ادري هل هي عادة ام قناعة ، ام ان هذه العبارة ليست الا شماعة نعلق عليها اخطائنا وتقصيرنا ونبرر بها لأنفسنا تهاوننا وتقاعسنا ؟؟!
منذ ان تسلمت الحكومة الحالية زمام السلطة والمسؤولية وشرعت في شق طريقها وادائها العثر منذ اول الخطوات ، وثمة عيون تراقبها وتنتقدها وتنظر اليها بعين عدم الرضا ، وثمة كثيرين لا يحملون لها حمدا ولا شكورا .
بالنسبة الي لن ابرر الأسباب ولن ابحث فيها ، لكوني لا املك قولا آخر على قول جدتي :
الظاهر معمول الها عمل
المحامي خلدون محمد الرواشدة
Khaldon00f@yahoo.com