هل يستمر العربي بمغامرته الرائعة ؟
قراءة في الأسبوع السابع من دوري «المناصير» للمحترفين لكرة القدم
الفيصلي أفلت من كمين اليرموك ونجح في الرد القوي (أحمد العساف)
زاد الاردن الاخباري -
كل الكبار من اصحاب الانجاز والعراقة حققوا الفوز في مباريات الاسبوع السابع من دوري المناصير للمحترفين لكرة القدم.. والاهم بينهم كان فوز الرمثا على العربي لتكون الخسارة الاولى للمتصدر والثاني فوز الجزيرة العريق على الصريح احدث وجه بدوري المحترفين وما بينهما فوز متوقع للفيصلي- حامل اللقب- والوحدات وشباب الاردن وكذلك البقعة.
وهكذا فإن المباريات الست بالاسبوع السابع انتهت بالفوز وان اختلفت اهميته وطبيعته بين مباراة واخرى ولكن بالمجمل فان كل الانتصارات تحققت بلا اي عائد من الاداء الفني الذي اضحى اداء « تجاريا» غايته الاولى والاخيرة حصد النقاط الثلاثة باقل مجهود وباقل اداء.
فمن غير المتوقع ان تأتي خسارة العربي بهذا الكم من الاهداف.. فالفريق الذي حصد كامل نقاط مبارياته السابقة والذي لم تدخل شباكه سوى هدفين فقط في خمس مباريات تتلقى اربعة اهداف في مباراة واحدة وهو تأكيد على هبوط مستواه الفني!
ومن غير المتوقع ان تصوم مطارق الفيصلي والوحدات عن تسجيل الاهداف امام فريقي اليرموك وذات راس على التوالي لشوط باكمله قبل ان يضغطوا على مفتاح التسجيل ويسجل كل منهما ثلاثة اهداف وباداء باهت للغاية!
حتى فوز شباب الاردن على المنشية جاء بلا اداء ايضا رغم ان المنشية اكمل المباراة بتسعة لاعبين وبالكاد اضاف شباب الاردن الهدف الثاني.
نحن نتحدث عن فرق الصفوة بالدوري وهي الفرق التي تحتل واجهتة .. المتصدر يخسر بالاربعة ويظهر بلا حول ولا قوة امام الغزلان والفرق الثلاثة التي تليه تحقق الفوز بلا اي اداء .. فتصبب الفيصلي عرقا قبل ان يهتدي للطريق للرد على هدف التقدم لليرموك والوحدات تاهه وسط ادغال مدافعي ذات راس الذين عاندهم الحظ باكثر من موقف محرج وشباب الاردن يستغل فقط اخطاء تمركز وعصبية اداء بعض لاعبي المنشية ليسجل هدفين ويبقى الفريق الوحيد بين دزينة الفرق دون خسارة !!
وحده الرمثا قدم الافضل واكد ان خطه البياني يتصاعد مع استقرار الفريق فنيا والدفاع الشرس الذي يقدمه نجومه من اصحاب المواهب عن امكاناتهم الفنية والمهارية والبدنية بقيادة الموهوب مصعب اللحام والهداف ركان الخالدي والمتدفق عطاءا محمد الداود وغيرهم .
من جانبه فان الجزيرة حقق الهدف الاهم وهو جني النقاط الثلاثة التي وضعت الفريق في المسار السليم وتحقق ذلك بفضل نجمه الشاب احمد سمير الذي يصعد بمستواه الفني بسرعة البرق ولا شك بان رباعي الجزيرة الذين شملهم القرار الفني بضمهم لصفوف المنتخب افاد الفريق بعدما تجرعوا بالثقة وباتوا اوراقا رابحه بصوف فريقهم مع رفاقهم .
كذلك فان البقعه واصل صحوته بقيادةابن النادي خضر بدوان ونجمه الاول عدنان عدوس والذي يدق بقوة ابواب العودة من جديد لصفوف المنتخب الوطني فحقق الفريق فوزه الثالث واضحى بمكان جيد وهو الذي يستعد للظهور لاول مرة بتاريخه بكاس الاتحاد العربي .
ولعل فوز الجزيرة والرمثا وخسارة ذات راس جعل الفرق الثلاثة تتساوى بالرصيد ولك منهم 8 نقاط بينما بقي الوافدان شباب الحسين والصريح باخر الترتيب مع اختلاف ان شباب الحسين ذاق طعم الفوز تماما مثلما هوحال اليرموك لكن الصريح بقي الفريق الوحيد بالدوري بلا اي فوز وهو ما ينذر بخطر يحدق بالفريق الذي اذهلنا ببداية الموسم وهو يحقق انتصارات لافته ببطولة الكاس .
ولان الفرق الثلاثة تتاخر بفارق جيد من النقاط عن الفرق التي امامها وفي مقدمتهم المنشية بنقاطه السبعه فان الاسابيع المقبلة سوف تشكل مبارياتها اختبارا هما لقدرات الفرق الثلاثة للدفاع عن مقعدها بدوري المحترفين .
ولعل مباريات الاسبوع الثالث الذي تم ترحيله ليقام يومي غد الثلاثاء وبعد الاربعاء ستكون نتائجها مهمة جدا لكل الفرق .
فالبداية ستكون من خلال مباراة الجزيرة مع شباب الحسين وهي مباراة مفصلية للفريقين وخاصة بالنسبة لشباب الحسين على وجه التحديد لان خسارته تعني دخوله بمرحلة حرجة جدا وبنفس اليوم يتقابل الرمثا مع المنشية حيث يتقدم الاول على الثاني بفارق نقطة واحده فقط.
ويوم الاربعاء يشهد اقامة اربع مباريات ولعل اهما وهي مباراة المرحلة سوف تجمع بين العربي المتصدر مع الفيصلي المطارد الاول وهي مباراة لا تقبل القسمة على اثنين فالعربي يسعى لتاكيد بان خسارته القاسية امام الرمثا وعلى نفس المعلب مجرد كبوة فقط وانه قادر على تحقيق ما حققه امام الوحدات بينما يرى الفيصلي ان الفوز سيجعل الفريق يرتقي للصدارة وترفع من حافز الدفاع عن اللقب خاصة بعدما خسر الفريق مباراتين في اول خمس مباريات .
ويحل شباب الاردن ضيفا على ذات راس في مباراة لا تخضع للمنطق مطلقا في ظل تداخل نتائج الفرق بينما ستكون مباراة البقعه مع الوحدات اختبارا فعليا لقدرات الفريق الساعيان للتقدم خطوة مهمة نحو عمق المقدمة .
وفي كل الاحوال فان كل ما نامله ان ترتقي المباراة لقمة العطاء باداء فني يشعل فتيل المدرجات ويعيد الجمهور لاجواء المتعه التي افتقدها في غالبية مباريات الاسابيع الماضية
رأفت يسجل مرتين من «علامة الجزاء» .. و«البطاقات الملونة» .. عنوان الأسبوع
أستمر نجم الفيصلي خليل بني عطية في صدارته لقائمة ترتيب الهدافين برصيد سبعة أهداف رغم غيابه عن الفريق بسبب الإصابة وذلك في ختام مباريات الأسبوع السابع لدوري «المناصير».
المركز الثاني برصيد أربعة أهداف شهد دخول رأفت علي كابتن الوحدات الذي سجل مرتين في مرمى ذات راس من علامة الجزاء ليشارك لاعب شباب الأردن كابالونجو، وأشرف نعمان «الفيصلي» ومحمد عبد الحليم «البقعة» الذي لم ينجح بزيارة الشباك للاسبوع الثاني على التوالي.
في المركز الثالث برصيد ثلاثة أهداف لا زال عبدالله ذيب يملك أفضيلة تسجيل أول هاتريك في الدوري في الاسبوع السادس في مرمى اليرموك ليتساوى مع يوسف الرواشدة «العربي» وعامر وريكات «ذات رأس» فيما كان جديد القائمة ماهر الجدع (شباب الأردن) بعد ان سجل هدفه الشخصي الثالث في مرمى المنشية، وركان الخالدي (الرمثا).
المركز الرابع برصيد هدفين جاء كل من محمود شلباية -الوحدات-، وقيس العتيبي وحسام شديفات وماليك فال «منشية بني حسن»، خلدون خزام وأحمد غازي «العربي»، أيمن أبو فارس وأيمن عبد الفتاح «شباب الحسين»، رائد النواطير «شباب الاردن»، مصعب اللحام، وماجد الحاج «الرمثا»، محمد الحموي «الفيصلي»، ومحمود الرياحنة «اليرموك».
وشهدت مباريات الأسبوع تسجيل (17) هدفاً في ست مباريات، جميعها انتهت بالفوز، وكانت النتيجة الابرز فوز الرمثا على العربي 4/1.
كانت البطاقات الملونة عنوان الاسبوع، وخاصة البطاقة الحمراء التي ظهرت في خمس مناسبات، الأولى كانت من نصيب حارس ذات راس محمد أبو خوصة، ويزن شاتي «البقعة»، فيما شهدت مباراة المنشية وشباب الاردن خروج خالد سعد ومالك اليسري (المنشية)، الى جانب بطاقة لاسماعيل العمور (اليرموك).
خارج الصورة
في الوقت الذي تعرض حارس مرمى الرمثا المبدع عبدالله الزعبي للاصابة في الدقائق الأخيرة أمام العربي وقف أنصار «غزلان الشمال» على أعصابهم رغم أن النتيجة كانت تشير الى تقدم الرمثا 3/0 اثناء اجراء عملية التبديل ودخول الاحتياطي محمود حتاملة الذي قدم ورقة اعتماده بسرعة.
عدسة الزميل أنس جويعد اصطادت المشهد بكافة شؤونه، ويظهر الزعبي اثناء المغادرة والى جواره مدرب الحراس خلدون ارشيدات يعطي التعليمات لأهمية الموقف.
يكشف الزعبي لـ «الرأي» أن ارشيدات قدم الكثير لحراس الرمثا ونجح في تطوير مستواهم من خلال التدريبات والنصائح والتعليمات بقوله: تعلمنا منه الكثير ونعجز عن شكره ومهما تحدثنا عنه لا نستطيع منحه حقه خصوصاً أننا نستمد الثقة منه ما يساعد كثيراً في تحقيق الانتصارات وحماية الشباك.
الأبرز
«اضافة» سورية
قدم السوري ماجد الحاج الاضافة المطلوبة للرمثا وقاده الى فوز عريض على متصدر الدوري برباعية بعد ان سجل نصف اهداف فريقه.
ورغم تألق حسونة الشيخ مع الفيصلي بصناعة هدفين، ومع ابداع بديل الوحدات منذر ابو عمارة واشعال الجبهة الامامية لفريقه بالوقت المناسب، الا ان الحاج كان الاكثر تأثيراً وسجل الهدف الثاني للرمثا بطريقة رائعة، وفي الوقت الذي كان يبحث فيه العربي عن التقليص، عاد المحترف السوري بهدف رابع لفريقه حسم به المباراة تماماً.
الأثمن
«ثنائية» الفيصلي
رغم الاهداف المؤثرة في الاسبوع السابع من دوري المناصير، الا ان ثنائية الفيصلي في مرمى اليرموك تعد الاثمن بهذه الجولة بعد ان اكدت فوزاً غالياً لحامل اللقب.
كانت النتيجة تشير الى تقدم اليرموك بهدف حتى عادل الفيصلي الكفة مع بداية الشوط الثاني، وفي الوقت الذي اعتقد فيه الجميع ان اللقاء يسير نحو نقطة التعادل، انتفض الفيصلي بالدقائق الاخيرة وسجل عبد الهادي المحارمة والبديل حاتم علي ليجلبا النقاط الثلاث في توقيت مثالي.
الأجمل
«شو» الحاج
لا خلاف على اجمل اهداف الاسبوع، والحديث هنا عن الحركة الخلفية التي استعرض المحترف السوري في صفوف الرمثا ماجد الحاج في اسكان الكرة بمرمى العربي.
قصة الهدف بدأت مع الضربة الركنية التي نفذها مصعب اللحام، ليخطأ حارس العربي هشام الهزايمة في ابعادها، الامر الذي استغله الحاج بعد ان تهيأ للكرة وسددها «دبل كيك» في المرمى المشرع وسط محاولات يائسة من الدفاع لابعادها، فاستحق الهدف لقب الاجمل دون منازع.
العربي كان «مطلوب الرأس»
الرمثا أوقف انتصارات العربي وأشعل القمة (أنس جويعد)
ربما كانت جميع انظار الفرق تتجه صوب لقاء الرمثا والعربي، لأن الاخير متفرد بالصدارة، ولا بد ان يجد من يشده ليوقف انطلاقته التي استمرت خمسة اسابيع دون ان يفقد نقطة.
لا نتوقف عند النتيجة الثقيلة التي الحقها الرمثا بمنافسه، فقد حدثت في الدوري المحلي اكثر من مرة كنتيجة تصنف بـ «الكبيرة» ولكن هناك من قال ان العربي الذي غاب عن المنافسة الحقيقية في البحث عن مركز متقدم او تسجيل مفاجأة ليكون بطلاً او وصيفاً، في مواسم فائتة، لن يفعل هذا الموسم، اكثر من ان يكون بين «الاربعة الكبار».
قد يكون هذا التوقع في مكانه، باعتبار السنوات الماضية، كان فيها العربي يعاني من الهبوط ، وفي سنوات هبط ، مثلما يعاني الفريق من عدم ثبات واستمرارية الجهاز الفني واللاعبين على حد سواء، وكان يفترض بادارته وهي ادارة اقرب الى الاستقرار من غيرها من الادارات، وتحديداً في منصبي الرئيس ونائب الرئيس، ان تركز على بناء جيل يواصل مسيرته في النادي ، مثلما يستقر على جهاز تدريبي كفؤ ، حتى لو جاءت النتائج غير مرضية في الدوري، وخصوصاً ان الجانب المادي، يعد العربي فيه افضل من كثير من الاندية،فهو اجتهد ونظن انه اصاب في مشروعه الاستثماري.
في الجانب الفني نقول: عندما شق العربي طريقه هذا الموسم وقد حقق من الرصيد ما لم يحققه في مشاركاته في المواسم الماضية، لا بل ان مجموع الرصيد (15) نقطة كان الفريق لا يحققها في مرحلة كاملة، واحياناً يقتطع مباريات في مرحلة الذهاب للوصول الى ما وصل اليه حالياً، فان «القفزة الجامحة» ما كان لها ان تتوقف عند هذه الخسارة وبهذا الحجم، لو لم يكن الجهاز الفني اخذ على حين غرة، فقد كان الرمثا يبحث عن «خبطة» يعيد بها صورة الفريق الذي ان خسر مباراة، او مباراتين، فانه قادر على ان يقسو على من يواجهه بعد تلك الخسارات، وان العربي تحديداً،هو «المطلوب رأسه» لأسباب ثلاثة.
الاول: ان الرمثا بحاجة للنقاط الثلاث، ولا غير الفوز للعودة الى المنافسة في الدوري .
الثاني: ان الرمثا يريد ان يكون اول فريق يلحق الخسارة بمتصدر الدوري .
الثالث: ان لدى الرمثا حساسية مفرطة، اذا ما اراد فريق ان ينازعه على زعامة فرق الشمال، حتى لو لم يكن منافساً على اللقب.
ولا بد من كلمة حق، كحق للرمثا، ليس لأحقيته في الفوز، وان العربي لم يأخذ حذره، ولكن لأن الرمثا، لديه من مقومات اللاعبين وتعدادهم ، ما يجعل الفريق في طليعة الفرق وليس في هذا الترتيب الذي لا يتناسب معه على الاطلاق، كما ان الهدف المبكر الذي هز شباك العربي في تلك المباراة، كان بداية «زوبعة» افقدت «المتصدر» التركيز والرد، فما كان من صاحب الهدف ركان الخالدي ، الا ان ينصب نفسه «شاعرا» وهو يقول : اذا هبت رياحك فاغتنمها .. وهذا ما حدث، اذ فاز الرمثا على العربي 4/1.
عدسة الرأي
صمد اليرموك أمام الفيصلي (54) دقيقة قبل أن يتصدع الجدار الدفاعي الذي نصبه.
وبعيداً عن مشاهد احتفال الفائز، اصطادت عدسة الزميل أحمد العساف صورة الحزن والعتب التي يظهر فيها حارس اليرموك معالي نصر يعاتب زميله علاء جابر على بعض الأخطاء التي حدثت.
الخالدي: تواجدي مع المنتخب سلاح سأستثمره
قال مهاجم الرمثا ركان الخالدي ان تواجده مع صفوف المنتخب الوطني سلاح يجب ان استثمره بايجابية.
واضاف: انضمامي للمنتخب يرفع من المسؤلية الكبيرة على عاتقي في بذل الجهد العالي سعياً مع الزملاء لايصال المنتخب لنهائيات كأس العالم وهذا ما عقد عليه اللاعبون عزمهم، مشيراً الى ان ما يحصل عليه اللاعب من خبرة واحتكاك خارجي سيرفع من فكر اللاعب التكتيكي والاستعداد البدني الامثل .
وعن حال فريقه الرمثا وتأخره في احراز نتائج ايجابية لم يخف الخالدي ان ذلك لن يطول وسيشهده الجمهور دون اي منغصات مشيرا الى ان اللاعبين في الفريق عازمون على مواصلة الاداء الذي شاهدناه الموسم الماضي لا بل سنحقق ما هو افضل .
وختم: لم يختلف الحال كثيرا في الجهاز الفني بعد رحيل المدرب العراقي عادل يوسف فالجهاز الفني الذي يقوده الكابتن عبد المجيد سمارة والمدرب بلال اللحام قادرين على مواصلة المشوار وتقديم كل جديد للاعبين حيث ان ذلك يؤثر بشكل ايجابي على معنويات اللاعبين ما يدفعنا للنهوض بالاداء والاسلوب معا دون ان يغفل الخالدي عن الدور الفعال لجماهير الفريق .
الرأي