البناء يتطلب الكثير من الجهد والوقت و يتشارك فيه جميع أبناء الوطن وهذا البناء إذا لم يكن متينا يكون من السهل تقويضه وهناك بعض من ... الوطن.كم التسمية كيفما شئتم فالوطن هو الذي تبذل من اجله الأرواح وخاصة إذا كان هذا الوطن هو الأردن الذي منذ نشأته وهو يتعرض لمؤامرات سواء كانت من الداخل أو من الخارج وكلها تريد النيل من أمنه واستقراره والذرائع كثيرة ولا ننكر أن لدينا اخطاء ولكن هل تكون هذه الأخطاء مبرراً لتكون المدخل لفتح أبواب الفتنة التي ستضع الوطن في مهب الريح وستجعله مرتعا لمن يريدون استباحة دماء أبنائه .
يعلم القاصي والداني أن الشعب الأردني الطيب بالرغم من وجود بعض قليل ممن يحملون أفكار هدامة بحيث يستغلون بعض أبناء الوطن المغرر بهم ويوهمونهم بأن ما يقومون به هو الصواب ومازال أهالي تفجيرات عمان الذين فقدوا أحبابهم يستذكرون هذه اللحظات السوداء التي فقد كل منهم عزيزاً عليه ولكن همة الأردنيين وعزيمتهم جعلتهم يتخطون ذلك ويزيدون من حبهم لوطنهم وهذه هي صفات الشعب الأردني الطموح الذي لن يقبل أن يكون المطية لمن يريد هدم هذا البنيان الوطني ويصنع شرخا في نسيجه الوطني .
الوطن ... الوطن ... الوطن ... لنرحم أنفسنا ولنكن واقعيين وأكثر عقلانية إذا كان هناك من يرغب بأن نصبح مرتعا وتستباح دمائنا وأعراضنا ويشرد أطفالنا ونكون لقمة سهلة لمن يتربص بهذا الوطن من اجل أن يعم ما لا يحمد عقباه وبعدها نقول لو ولو فالهدم سريع الحدوث ولا يحتاج الى كثير من الجهد وأدواته بسطة تبدأ بأن نبيع أنفسنا وننسى عادتنا وتقاليدنا وتضيع مبادئنا فمن يهن عليه وطنه تهن عليه نفسه ومن هانت عليه نفسه هان عليه كل شيء فهل تقبل أيها الأردني أن تكون كذلك إذا كنت مخطئاً فليجبني من يرى غير ذلك .
لم يكن الأردن يوما إلا مع عمقه العربي ولم يغفل يوماً عن الحبيبة المسلوبة فلسطين ولم يكن ممن يغلقون الأبواب أمام الأشقاء والإصلاحات على قدم وساق ومع ذلك ما زال الوطن يتعرض في كل لحظة إما لحاقد أو لمتباهي أو لصوت مغرر بأبنائه وفي هذا المقام لا بد من شكر أجهزتنا الأمنية وفي مقدمتهم جهاز المخابرات الذي برهن أنه على قدر عال من المهنية والاحتراف وانه العين اليقظة على أمن الوطن واستقراره ولتقولوا عني ما تريدون فهذا هو رأيي فكما أننا نهرول على إظهار السلبيات علينا أن نثني على الانجازات وهنا يأتي دور العقل ليفكر أصحابه ملياً قبل الإقدام على أي شيء وخاصة من يعملون على ظلم الوطن وظلم أنفسهم بشتى الطرق .
في الوقت الذي تتبنى فيه بعض الأطراف الدفاع عن حق المواطن بالعيش الكريم واسترجاع الموارد الوطنية هناك من يبذل الجهد ليكون العنف والتطرف هو السائد ولو كان الثمن أرواحا بريئةً وبنظرهم الغاية تبرر الوسيلة فهل من عاقل يقبل أن تصل الأمور الى هذه اللحظة فصدق النوايا لا يكون بالكلام فقط ولكن بالعمل الجاد من اجل الوقوف مع الوطن ليرتفع البناء فالوطن لا يحميه إلا أبنائه والعودة عن الخطأ ليس عيباً ومحاسبة النفس فضيلة والوطن لكل أبنائه .