يعطيكم العافية ... بدأ جلالة الملك مخاطبة أبناء شعبه وبكل بساطته المعهودة ورحب بهم في بيتهم بيت الأردنيين الديوان الملكي حيث بين جلالته خارطة الطريق التي تهدف الى الحوار البناء بين جميع شرائح المجتمع والتي كانت بدايتها التعديلات الدستورية – المحكمة الدستورية – الهيئة المستقلة للانتخاب – القوانين الناظمة للحياة السياسية – قانون الأحزاب – إجراء الانتخابات البرلمانية وتطرق في حديثه الى الكثير من الأمور .
الرسالة الواضحة التي بينها جلالة الملك فيه دعوة صريحة الى جميع أبناء الشعب الأردني من كافة المستويات والتوجهات ليضطلع كل واحد الى مسؤولياته تجاه وطنه وتجاه شعبه الأردني وأنه لا مكان بيننا لمن يؤسس للفتنة التي من شأنها صنع شرخ في صميم النسيج الوطني الأردني ومن يريد التغيير عليه التوجه الى صناديق الاقتراع والتغيير يكون من خلال مجلس الرقابة والتشريع مجلس الشعب مجلس النواب الأردني فالعمل الحقيقي هو الذي يكون بالأفعال وليس بالأقوال وهذه سمة تميز بها البعض ممن يضنون أنفسهم يدافعون عن حق الشعب وأنهم هم من يتكلم باسمه فالعاقل بعد كلام جلالة الملك هو من يقطع الشك باليقين .
جلالة الملك ... ليس بعد هذا الكلام كلام ... أصبحت جميع الأمور واضحة ولم تعد بحاجة الى تحليل فالأردن هو وطن وهوية وكما أشار جلالة الملك أنا أتشرف أن أكون مواطناً أردنياً وبهذا لم يعد هناك مجالا لمن يريدون تهميش الوطن وعلى المواطن الأردني أن لا يخجل من أنه أردني فمواقف الأردن قيادة وشعباً واضحة تجاه القضايا العربية وفي مقدمتها حقوق الشعب الفلسطيني فالهوية الوطنية الأردنية لم تكن في يوم من الأيام فيها أي دعوة للعنصرية وهي هوية عربية جامعة لم تخرج من مبادئها ومن عمقها العربي والإسلامي .
بعد هذا اللقاء الشفاف وهذه الكلمات الواضحة العميقة المعاني على جميع مكونات المجتمع الأردني أن تقف في صف واحد من اجل الاستمرار بمسيرة الإصلاح التي بدأها جلالة الملك حتى نتمكن من الوصول الى التغيير المنشود بالطرق الديمقراطية التي لا تقبل الشك والتشكيك بأية انجازات فالمرحلة صعبة وهناك من يريدها أن تكون حرجة على الجميع وكما أن ظروفنا الاقتصادية لا نحسد عليها وديننا العام فاق التوقع ولهذا كان لا بد من المكاشفة ووضع النقاط على الحروف حتى لا تبقى الأمور مبهمة وأن لا يستمر من ركبوا الموجة إيهام الناس أنهم هم فقط من يملكون عصا موسى ويستطيعون تحقيق المستحيل وهم الخائفون على مصلحة الوطن والشعب الأردني .
جلد الذات والتشكيك وإطلاق الاتهامات وجميع أنواع الحرد توصلنا الى طرق مغلقة وتبعدنا عن إيجاد الحلول في إطار برامجي ومؤسسي تقوم به أحزاب أردنية عندها رؤية ولديها طموح وكما قال جلالته الحراك المعارضة الأغلبية الصامتة كلهم في كفة واحدة وهذا يقودنا الى أن المرحلة القادمة يحددها المواطن الأردني الذي عليه اختيار برلمان قوي يستطيع تحديد متطلبات تلك المرحلة وأن هذا البرلمان هو القادر على تحديد متطلبات المرحلة القادمة وبما أننا نمر بمرحلة جديدة ونطالب بالتغيير علينا أن نعلم ونعي أن ... بعد كلام جلالة الملك لن يكون هناك كلام ... ولكن لا بد أن يكون هناك عمل وثقافة للعطاء.