الملك يصر على الإصلاح
ملك يسبق رعيته في الطموح والأماني, سباق في إرساء الحرية والديمقراطية,شأنه شأن آباءه
وأجداده من الهاشميين، فالحكم عندهم ليس مغنم وإنما مسئولية وواجب وتضحية ، فهم أمناء أتقياء ، ورثة أطهر رسالة ، وأنبل ثورة عربية تحررية، فهم لم يبخلوا يوما بحياتهم من أجل رفع الضيم عن أمتهم.
خطاب جلالة الملك عبدا لله الثاني لشعبه على مختلف مواقفهم واختلاف مشاربهم الفكرية ، خطابا واقعيا يطالب الجميع بالعمل الجاد والمشاركة الايجابية الفاعلة ؛ مؤكدا للجميع أن البرلمان القادم هو بوابة العبور للإصلاح الشامل ، وهو المؤسسة الدستورية القادرة على إحداث التغيير الحقيقي والحصول على المزيد من الإصلاحات وتطوير قانون الانتخاب وغيره من القوانين ، ولا يتجسد ذلك إلا من خلال صناديق الاقتراع ، وليس من خلال الشعارات البراقة المظهر والفارغة المضمون ، التي تتخذ من التشهير واغتيال الشخصيات وتوجيه الاتهامات سبيلا للعبث بأمن الوطن والعبث بوحدة نسيجه الاجتماعي المتماسك.
الخطاب دعوة صادقة لجميع القوى السياسية والأحزاب الأردنية بأن تتبنى برامج انتخابية واقعية يطرحوا من خلالها السياسات التي يرونها والإصلاحات التي يريدونها ، مؤكدا للجميع الالتزام بنزاهة العملية الانتخابية ، والالتزام بمخرجات العملية الدستورية التي أتفق عليها الأغلبية ؛ مطالبا من المعارضة أن تكون شريكا أصيلا فاعلا ، وأن لا تغرد خارج السرب ، أو تقف موقف الحياد وأن لا تكون حجر عثرة في طريق الإصلاح وسببا في تأخير مسيرته؛ وعليها أن تتبنى النهج الديمقراطي وتعمل على تطوير ثقافة الحوار للوصول لكل الطموحات المشروعة والمقبولة من قبل الأغلبية.
ولم يتخطى الخطاب صراحة الوقوف على أسباب ارتفاع المديونية وازدياد عجز الموازنة كما أنه قد ثمن الدور الأخوي الصادق للمملكة السعودية على دعمها المشكور الذي ساعد الأردن على مواجهة التحديات الاقتصادية الصعبة .
ولم يغيب عن بال –الملك الإنسان- معاتبة بعض من كانوا في مواقع المسئولية ، وساهموا في وضع السياسات والقرارات التي أحدثت بعض الخلل وربما كانت من بعض أسباب الفساد ؛ كيف أصبحوا نقادا لها حينما صاروا خارج المسئولية؛ ولقد أكد جلالة الملك العزم الأكيد على محاكمة الفاسدين واجتثاث الفساد ولكن من خلال دوائر القضاء والدوائر المختصة .
ولقد أوضح جلالته وبتواضع جم ، أن الدولة ليست انجازا شخصي بل هي تراكم انجازات الأردنيين من جيل إلى جيل ، وما النظام إلا مؤسسات الدولة ودوائرها وكوادرها وكل مواطن في هذا الوطن.
أمام هذا فمن واجبنا جميعا أن نرتقي لمستوى الطرح الملكي ،وأن نعمل يدا بيد على ترسيخ النهج الديمقراطي وإحداث التغيير الحقيقي والإصلاح الشامل و بمشاركة حقيقية مسئولة نابعة من ضمائر مخلصة مؤمنة أن الوطن لنا جميعا والارتقاء به مسئولية كل واحد منا دون استثناء .
حمى الله الأردن وأهله في ظل سليل الدوحة الهاشمية الملك المفدى عبد الله الثاني بن الحسين حفظه الله ورعاه.