العرب اليوم- صالح اسعد
اياد نصار.. فنان اردني له بصمة واضحة في الدراما الاردنية والعربية, كان له حضور مميز من خلال تألقه في تقديم شخصيات تاريخية بارزة, فمن منا لا يذكر دوره في مسلسل الحجاج وفي مسلسل الاجتياح من خلال تقديم شخصية خالد, ولم يكن النجاح له وحده بل كان لاسرة العمل ليكون اول مسلسل عربي يفوز بجائزة ايمي العالمية وشكل مع زميله منذر الرياحنة دويتو متألقا في ابناء الرشيد لكن هذا كله لم يكن كافيا لطموحاته فقرر الهجرة الى القاهرة هوليوود الشرق كما يسمونها ورغم ان المخاطرة صعبة الا انه اختارها طريقا لانه كان واثقا من قدراته وامكانياته وكانت البداية الموفقة في مسلسل صرخة انثى امام الفنانة داليا البحيري ليرافقها نجاح سينمائي فني من خلال فيلم بصره الذي حصد العديد من الجوائز ليكمل بعدها المشوار ويقف عند محطة مهمة من خلال اختياره لتأدية شخصية حسن البنامؤسس حركة الاخوان المسلمين في مسلسل الجماعة هذا العمل الذي اثار الجدل قبل بدء تصويره فما ادراك ما سيحدث عندما يعرض خاصة وانه يتناول تاريخ اهم حركة سياسية دينية اسلامية اتهمت في بعض الاوقات بالعنف والارهاب.
العرب اليوم التقت اياد نصار بالقاهرة ليكون اول حديث صحافي مطول معه بعد اختياره لاداء دور حسن البنا.
فترة تحضير كبيرة
حرصنا في بداية الحوار على فتح ملف مسلسل الجماعة وشخصية حسن البنا مؤسس حركة الاخوان المسلمين التي سيؤديها اياد حيث قال: قبل الوقوف امام الكاميرا كان عندي وقفات وفترة تحضير طويلة لهذه الشخصية وبصراحة اقولها انها اكثر من اي مرة سابقة اديت فيها سيرة ذاتية لان شخصية حسن البنا مختلفة نوعا ما وحساسة, اضافة الى ان العمل لكاتب قدير ومعروف بشجاعته وهو وحيد حامد والاخراج للمخرج السينمائي محمد ياسين, وتشارك بالعمل عشرات الاسماء الفنية المعروفة سواء كانت كشخصيات رئيسية او ضيوف شرف ومن هؤلاء عزت العلايلي, صلاح عبدالله وحسن الرواد واحمد حلمي ومنى زكي ويسرا اللوزي وسوسن بدر وعبد العزيز مخبون وآخرون. وقال: لقد عشت فترة اشبه فيها بالمحكوم وانا اقوم بالتحضير لشخصية حسن البنا لانني امام شخصية فكرية قيادية سياسية معاصرة فأخذت ابحث عن هذه الشخصية في اكثر من اتجاه, القراءة والوثائق, النص المكتوب بالتفصيل من قبل المؤلف وحيد حامد وانا كممثل اركض وراء غريزتي بالاستمرار في البحث عن مناطق معينة بالشكل والفكر اضافة الى ابعاد الشخصية.. وحتى اكون واقعيا يعتقد البعض انني خائف من الشخصية لكن بالحقيقة انا اخاف على شخصية حسن البنا ولا اخاف منها وهذا هو سبب قلقي وللعلم يعتقد البعض ان ادائي للشخصية يعتبر مخاطرة ولكن هذا لن يتضح الا بعد العرض لانه بعد ذلك ستتحدد نسبة الاداء والنجاح وانا كممثل ابذل كل جهدي لان اقدم الشخصية بطريقتي وباسلوبي وان اوصلها للمشاهد بأفضل صورة.
التمثيل مغامرة
واضاف: لمن المؤسف صدور آراء واحكام مسبقة على العمل قبل عرضه فقد اتضح لي ان هذه الاحكام مسبقة منذ الاعلان عن بداية العمل, ولا اعرف على اي اساس وضعت هذه الاحكام, وهذا هو الخطر في حد ذاته, فالمفترض ان يتم عرض العمل ومشاهدته وبعد ذلك يكون الحكم عليه ونقده ومهاجمته او الاشادة به.
وبالنسبة للمخاطرة في تقديم شخصية حسن البنا قال: في الوقت الذي تختار به العمل كممثل فانك دخلت المخاطرة من الاساس بغض النظر عما سأقدمه فإما اكون في تقدير المتابع فوق او تحت وهذ بحد ذاته مغامرة شئنا ام ابينا, وانا لا استطيع ان انكر بأن تقديم مسلسل مثل الجماعة وشخصية مثل حسن البنا هو مغامرة ولكنني لست قلقا لدرجة كبيرة خاصة انني اعمل مع المخرج محمد ياسين وهو صاحب تجربة سينمائية واعية ويعمل في حالة جيدة من الوعي الفني والسياسي وفي حالة درامية للمشهد وانا سعيد اكثر من انني قلق من هذه التجربة.
ضد فكرة المؤامرة
وقال اياد نصار: انا ضد فكرة المؤامرة.. لذلك فانا ضد فكرة الاسقاطات السياسية في الاعمال التاريخية فاذا كان هناك فكرة او طرح فلماذا لا يُطرح باسلوب وبطريقة مباشرة.. المشكلة الاهم انه بدأت تطفو على السطح في الدراما العربية مسألة عدم حيادية النص التاريخي لذلك انا فضلت الابتعاد بعض الاوقات, فتاريخنا العربي الحديث الذي نحياه ونعيشه مشوه فما بالك بالتاريخ القديم ولكن البعض يحاول ان يختبىء وراء هذا التاريخ بحيث يقدم فكرة لا يستطيع تقديمها بشكل مباشر.
درويش مسيرة شعب
وحول تصريحاته اكثر من مرة بانه يتمنى تقديم شخصية الشاعر الفلسطيني الراحل محمود درويش قال: انها فكرة لن ولم تفارقني فهي حلم, ودرويش ليس سيرة ذاتية لشاعر او شخص وانما مسيرته هي ترجمة مشاعر الشعب الفلسطيني التي تحدث عنها ورواها ونقلها من خلال قصائده وانا لا انكر حبي لدرويش وكممثل حلمي ان اقدم عملا اجسد فيه شخصيته كأنسان واديب ومناضل عانى ومن خلال معاناته ننقل معاناة شعب, واضاف: لا انكر انني من خلال تقديمي لشخصية الشاعر خالد في مسلسل الاجتياح اقتربت كثيرا من شخصية محمود درويش لان احساسه ونفسه موجود عند شرائح كثيرة وهناك احاسيس وتعابير انسانية موجودة لدى الجميع واحب ان اوضح هنا نقطة معينة وهي ان القصائد وابيات الشعر التي استخدمتها وقلتها في مسلسل الاجتياح كانت للشاعر باسل الكيلاني ولم يذكر اسمه على تتر العمل..
لم أهرب
وحول ما يتردد في الاوساط الفنية بأن اياد نصار هرب من الدراما الاردنية الى مصر قال: انا لم اهرب من الدراما الاردنية لكنني ابحث عن نوعية الطرح التي ما زالت مكررة وانا كفنان من الطبيعي ان اسأل عن الفكرة والطرح الذي هو الاساس وحاليا لا توجد اعمال مناسبة عرضت علي حتى اشارك بها. واضاف: عرض علي مؤخرا من قبل المركز العربي تقديم شخصية معاوية بن ابي سفيان في المسلسل الذي يحمل اسمه لكنني اعتذرت لارتباطي بمسلسل الجماعة وبصراحة عندما يعرض علي عمل اردني مناسب ووقتي يسمح سأشارك..
واضاف: عندما حضرت الى مصر فانا في بلد صناعة الدراما فهنا يعتبرونها صناعة ويسعون لتطويرها وعلينا ان لا نكابر ومثلما حضرت حضر نجوم عرب ومن الطبيعي ان يكون جزء من طموح اي ممثل الوصول والمشاركة في مصر وانا لا احب بل ارفض الاقاويل التي ترددت انني تركت الاردن وان وجودي هنا يعتبرونه ضد الدراما الاردنية او انني تخليت عنها بل ما حصل طبيعي فأنا فنان محترف وعندما يأتي الدور المناسب سأعود اليه بسرعة وقال: لقد حرصت طوال مشواري ان ابحث عن الدور والشخصية التي احس بها قبل مساحة العمل وخير دليل على هذا ان المخرج التونسي شوقي الماجري عندما اخرج مسلسل ابو جعفر المنصور عرض علي السيناريو فاخترت شخصية عمر بن عبدالعزيز رغم قصر الدور الا انني وجدت نفسي في هذه الشخصية واديتها واعتقد انني وفقت في ذلك. وقال: اختصارا لهذه الاقاويل فانني ممثل ابحث عن العمل الفني والفكري المناسب في العالم فالدور الجيد يجذبني دائما.
ليست مسؤولية التلفزيون
وعن الوضع الذي وصلت اليه الدراما الاردنية قال: انا لست مع بعض الاصوات التي تحمّل التلفزيون الاردني المسؤولية, فالتلفزيون هو قناة الدولة الرسمية وليست مسؤوليته الانتاج الدرامي لان لديه مسؤوليات اخرى كما ان عملية الانتاج عملية تجارية بحت يدخل فيها البيع والشراء والانتاج هو نوع من انواع الاستثمار التجاري ولا يوجد جهاز للاستثمار بالتلفزيون الذي ربما يكون داعما ومساهما ومشجعا من خلال شرائه للاعمال الاردنية وباسعار مناسبة كنوع من التشجيع.
وقال: المشكلة تكمن في عدم وجود خطة او اجندة ثقافية وفنية, ربما تكون موجودة ولكن بالواقع لا توجد متابعة من قبل القائمين عليها او انهم غير قادرين على التنفيذ وطالما لا يوجد قطاع حكومي منفصل للانتاج كما هو الحال في بعض الدول العربية فالدولة تعتبر بعيدة عن الموضوع والمنتجون يسعون في اجندة مختلفة خاصة المنتج المنفد وكانت النتيجة ما جرى.
وحول تجربته في السينما المصرية قال نصار ان ابرز ما فيها فيلم بصرة الذي حاز على العديد من الجوائز العالمية وان آخر تجاربه السينمائية كان فيلم اذرينالين. وبالنسبة للتلفزيون فان مسلسل صرخة انثى هو الذي قدمه للجمهور ويعرض له حاليا مسلسل الوديعة والذئاب اضافة الى اعادة مسلسل خاص جدا عبر اكثر من محطة تلفزيونية وانه مسرور بهذه التجربة امام الفنانة الكبيرة يسرا.
قال نصار انه اطلق لحيته منذ توقيعه عقد مسلسل الجماعة لتكون طبيعية عندما يؤدي شخصية حسن البنا وليكون قريبا جدا من الشخصية منذ اللحظات الاولى لذلك فقد تفرغ كليا لهذا العمل واعتذر عن اكثر من مسلسل وفيلم وقال انه عقد اكثر من جلسة منفصلة مع الكاتب وحيد حامد ليقترب اكثر من الشخصية.
ورفض نصار التعليق على الانباء التي تناقلت حول امكانية تقديم الفنان السوري فراس ابراهيم شخصية الشاعر محمود درويش من خلال مسلسل ظل الغائب.