حبيب الزيود
حبيب الزيود ... و هو من الحالات الوطنية التي تستحق الوقوف عندها وأقتبس ما نهل به الأستاذ عدنان الرواشده الذي قال عنه : " ... اليوم بكيت حبيب الزيودي حينما لم أجده بين ثنايا الحب والوطن أو بين قصائده الثكلى في عمان والعالوك أو بالقرب من قبر وصفي ... لن أبكيك يا حبيب أكثر مما بكيت أحلامنا المدفونة في أدراج عمان وفي سهول حوران ... لن أبكيك أكثر مما بكيت السحاباهوان.تدة فوق الكرك وسفوح شيحان ... لن أبكي أكثر مما بكيت في لحظة هوان ... لن أبكي أكثر مما بكيت ولكن يؤلمني فراقك " .
هذا هو حبيب الزيود الشاعر المتمرد لوطنه ولعشقه ... هذا هو حبيب الزيود الذي غاب جسده وأبقى لنا ما يورثنا إياه ... تلك القصائد وتلك الكلمات المملوءة بحب الوطن والإنسان إنه كما قالوا عنه ( قمر أخضر يتوارى ) إنه حبيب القائل :
صباح الخير يا عمان
يا حنه على حنه
يا فوح الخزامى والندى
ويا ريحة الجنه
ويا دار بناها العز
لا هانت ولا هنا
أهلها جبال فوق جبال
بينها المجد يتغنى
وإن تتبدل الأيام
حنا ما تبدلنا
صباح الخير يا عمان
يا حنه على حنه
ياالما تعرف النكران
وياالي تعطي بلا منه
ويا دار الكرام اللي هلك
سنوا الهوى سنه
وهو القائل الذي لم تغب عنه فلسطين الحبيبة للقدس ولم يستطع إخفاء وجعه الثقيل من اجل القدس فكان جمال ما قاله للقدس :
يا قدس .. يا وجعاً يعربد في دمي
مالي من الوجع الثقيل داء
أقبلت نحوك والفؤاد مكبل
والهم ذوب مهجتي الداء
وذهبت للخلفاء أطلب عونهم
في النائبات فخانني الخلفاء
والعار ينشر في الوجوه رماده
والسيف ظل والرجال نساء
لا تطلبني نجدة فكتابني
مهزومة وجحافلي خرساء
رحمك الله يا حبيباً فأنت مصباح ما أفل زيته يذهب الجسد وتبقى الروح معلقة بين السماء وشدوا جميل أنت مبدعه شاعره. يذكر لصاحبه والوطن ليس ممن سيبخل على شاعره ... الى جنات الخلد أيها الشاعر القابض على جمر قصائده ولك يا حبيب الرحمة والمغفرة وليس على الله ما يستحيل رجاء .
ابراهيم خطيب الصرايره – كاتب وباحث